سقطرى والعبور الآمن

كتب /ناصر التميمي
الثلاثاء 10 اكتوبر 2023

بعد ثلاثون عاماً ونيف من الإحتلال لجزيرة سقطرى الجنوبية ،بدأ الغرباء المحتلين القادمين من كهوف العربية اليمنية المملؤة قلوبهم بالحقد الدفين على الجنوب ممارسة سياسة خبيثة تجاه الجزيرة وسكانها المسالمين ،الذين عاشوا قرون من الزمن في أمن واستقرار ،حتى حلت بهم الكارثة بقدوم قوات الاحتلال اليمني ومعهم معول الهدم الذي دمروا به الحياة وجمالها في جزيرتنا وجنوبنا الحبيب دون حسيب ولا رقيب ،الا أن السقطريون واجهوا هذا العبث الحاصل وتصدوا له بكل مايملكون من قوة .

لقد خاض سكان سقطرى على وجه الخصوص صراعاً طويل ومرير مع القوات اليمنية التي كانت قابضة عليها بالحديد والنار بصدورهم العارية ،حتى تم طرد القوات المحتلة قبل بضعة سنين وفرضت قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي قوتها على الجزيرة ومن خلفها سكان الجزيرة الأبطال الذين انتصروا على الإمبراطورية اليمنية وعادوها الى حضن جسدها الحقيقي الجنوب، بعد عقود من الحرمان والقهر والإقصاء والتهميش ،ورفعت رأية الجنوب في كل مكان وسقط مشروع الفوضى الذي رسمه الاعداء وانتقلت الجزيرة الى الى عهد جديد اسمه التنمية والإستقرار .

وبعد وأن سيطرت قوات الانتقالي على المحافظة وتعيين الشيخ رأفت الثقلي محافظاً لها، والذي استطاع التغلب على كل المشاكل التي كانت تؤرق السكان، لاسيما في الخدمات بمساعدة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة التي نقلت المحافظة من عهد التخلف والدمار الى، عهد التنمية والإستقرار والأمن والأمان والرقي والإزهار ،وهو ما أصاب القوى المعادية بالجنون، سخروا قنواتهم ومهرجيهم لمهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي ،ودولة الإمارات بعد ان تم كشف مشاريعهم الخبية التي تم افشالها في مهدها ،فهم اليوم لاشغل لهم الا النباح في القنوات والمواقع الصفراء فالسقطريون لم يعد يهتموا بمثل هذه القنوات الصفراء والأبواق المأجورة التي تبث السموم ليلا نهار ، فهم فخورين جداً بالنقلة النوعية التي وصلت اليها جزيرة الأحلام ودم الأخوين التي نجحت في طي صفحة الإحتلال اليمني السوداء والى الأبد، وعقبال بقية المناطق الجنوبية التي لاتزال ترزح تحت وطأة ماتبقى من قوات الإحتلال في التحرر.

المتابع اليوم للوضع في محافظة سقطرى يرى ان هناك بون شاسع بين الأمس عندما كانت تحت عباءة حزب الإصلاح واليوم وهي في أيادي أبناءها الذين يحرسونها بكل شجاعة ،لقد أصبح الوضع أفضل مما كان عليه في السابق كل شيء تغير انتهى حكم دولة القبيلة واتى عهد التنمية والاستقلال وعهد الدولة الذي انتظره السقطريون عقود من الزمن لكنهم وصلوا الى هدفهم الذي رسموه على طريق استعادة الدولة ،فما قام به المحافظة الشجاع الشيخ رأفت الثقلي بآتخاذه قراره الشجاع والمصيري في منع دخول أفة القات القادمة من العربية اليمنية ،هي خطوة جريئة وشجاعة وتستحق أن نرفع القبعات لهذا القائد الفذ الذي يسير بحنكة سياسية بالمحافظة على طريق استعادة الدولة ،ونحن على ثقة ويقين اننا لن نستعيد دولتنا الا بعد ان نتخلى على كل الأمراض الخبيثة التي جلبها لنا الاحتلال اليمني واستبدالها بمشاريع تنموية حقيقية على الأرض نستعيد معها هيبة التعليم الذي دمره الغرباء على مدى عقود من الزمن .

فما يحدث في محافظة سقطرى من عمل مشاريع تنموية وخطوات جريئة من قبل المحافظ تستحق التقدير، كما نتمنى من محافظي بقية المحافطات الجنوبية أن يحذوا الطريق الذي سلكه الشيخ رأفت الثقلي محافظ المحافظة ،فسوف تكون الأمور بخير خاصة فيما اذا قاطعت كل المحافظات الجنوبية، هذه الشجرة الخبيثة التي تصدر الينا وتذر على المليشيات المليارات من الريالات والتي كانت سبب من الأسباب التي أطالت في عمر هذه المليشيات الحوثية القابضة بالحديد والنار على العربية اليمنية ،ولو اقتربنا خطوات من قرب تحقيق هدفنا استعادة الدولة .

فاليعلم الجميع ان محافظة سقطرى قد حزمت أمرها في السير نحو تحقيق الهدف المنشود بعد ان نجح أهلها في اماطة المخاطر والعقبات الكأدأ التي كانت تعترض طريقهم في استعادة الحرية والكرامة ،وهي تسير اليوم بوتيرة عالية للعبور الآمن نحو استعادة الدولة الجنوبية خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ،ولا تراجع عنه مهما كانت الصعوبات والمخاطر فشعب الجنوب جاهز لأسوأ الإحتمالات ،فالنصر سيكون حليفنا بإذن الله …!