“مأساة إنسانية: الكلاب الضالة تأكل جثث الشهداء في #غزة “
كتب / عبدالقادر باسويد
الاحد 19 نوفمبر 2023
مُذ بلغني هذا الخبر الصادم عن عدم قدرتهم على دفن بعض الشهداء في غزة بسبب شدة القصف العنيف، داخلتُ في حزنٍ عميق وألم مؤلم. فقد علمت أن الكلاب الضالة دخلت لتأكل جثث الشهداء، ما أثار غصة فظيعة في قلبي وأثر بشكل مدمر على وجداني.
والحديث الصحيح الذي قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن سيد الشهداء حمزة، جعلني أفكر بعمق في السبب والحكمة وراء تلك الكلمات. فما كان من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن يتمنى لو أن نفس سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه كانت تجد في نفسها التحمل لتركه حتى تأكله الطيور والسباع، وهو الغربان والكلاب الضالة، حتى يحشر يوم القيامة من بطونها.
كثيراً ما تساءلت عن السبب وراء هذا التمني، وكيف يكون ذلك مناسبًا لشخصية قامت بالتضحية بكل شيء في سبيل الله ورسوله. وبعد التفكير والتأمل، وصلت إلى إحساس بأن ذلك يكون أعظم أجرًا وثوابًا وشرفًا من الدفن العادي.
وحينما بحثت في شروحات الحديث، وجدت تفسيرًا يلخص المعنى بطريقة تثلج الصدر، إذ يكون لحمزة رضي الله عنه الأجر كاملاً، وتاماً، ويكون جسده كله في سبيل الله تعالى. إن الله اختار لهذه الأرواح الشهداء ما تمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيد الشهداء حمزة، وبذلك لا بد أن يكون هؤلاء هم سادة الشهداء.
كما لا يُنسى الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله”. هؤلاء الشهداء لم يقموا لسلطان جائر واحد، بل قاموا إلى سلاطين جائرين كثيرين، بل قاموا إلى نظام عالمي كامل بلغ منتهى الجور والفساد.
إذاً، لا شك أن هؤلاء الشهداء هم أحق الناس بوصف “سادة الشهداء”. تلك الأرواح التي قدمت أعظم التضحيات في سبيل الله ورسوله، فلنكن ممتنين وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ولنعمل جميعًا على نشر رسالتهم وتضحياتهم، ليبقى إرثهم حيًا وليكونوا قدوة لنا في السماء وعلى الأرض.