لكِ الله ياغزّة ” 7 ” (غصن الزيتون وشوكة السيسبانه )
كتب / عوض باجري
الخميس 7 ديسمبر 2023
( جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن زيتونٍ باليد الأخرى فلا تسقطوا الغصنَ الأخضرَ من يدي ) ..
تطرقت لذلك الخطاب في مقال الأسبوع الماضي من هذه السلسله ( لكِ الله ياغزّة ) التي لا أدري صراحةً متى تنتهي ؟
نعم تطرقت لذلك الخطاب في مقال الأسبوع الماضي وقلت حينها بأنه خطاب ثائر ..
نعم خطاب ثائر ..
هكذا قلت وهكذا كتبت ولازلت عندَ ماقلتُ وكتبت ..
فعلاً هو خطاب ثائر ..
لايختلف إثنين في ذلك بأنه خطاب ثائر ..
نعم يظل ذلك مجرد خطاب للتأريخ ليس ( الإّ ) تطايرت أحرفه ( وتبعثرت ) في وسط القاعه ( كسبحه ) إنفرطت ( حباتها ) وبالتالي تلاشى قبل مغادرة عرفات منصّة إلقاء الخطب علاوه على مغادرته القاعه وخروجه منها قبل خروجه من بيروت لاحقاً ..
قلت في مقال الأسبوع الماضي الذي يُرهِب ويُرعِب مايسمى بإسرائيل ليس الخطب الرنّانه من على منابر المنظمات الدوليه وحضور ( المؤتمرات ) التي أصبحت ( مؤامرات ) وخذلان واضح لايقبل التشكيك على الشعوب حيث ضبط النفس والشجب والتنديد والإستنكار سيّد الحضور .. كل ذلك لن يحرر شبراً واحداً من أرض فما بالك بوطن إذا لم يكن ذلك مقرون ( بالأفعال ) ..
نعم ( الأفعال ) ..
وحدها ( الأفعال ) التي تحرّك كل ماهو ساكن فهي كالحجر الذي يُرمى على الماء الآسن ( الراكد ) .. ( الأفعال ) وليس ( الإنفعالات ) .. ( الأفعال ) المدروسه والبعيده كل البعد عن ( العنتريات ) وعن ( الطيش ) وعن ( الحماس ) الزائد الذي لا فائده منه ولاطائل منه وأن لاتكون تلك ( الأفعال ) مجرّد ردّة فعل ..
نعم ( الأفعال ) وليس ( الأقوال ) فقط التي هي مجرد دخان يتلاشى عند صعوده في طبقات الجو العليا ..
وطبعاً الأفعال غير الأقوال .. ( السلاح ) هو ( السلاح ) الوحيد والفعّال الذي يُرعِب ويُرهِب مغتصبي أرض فلسطين ..
غصن الزيتون الذي حمله ذات يوم ياسر عرفات كان بلسماً ودواءً وعلاجاً وشفاء ولم يكن عائقاً في يومٍ من الأيام في تحرير فلسطين وبيت المقدس ..
ياسر عرفات على الرغم ماعليه من مآخذ وسلبيات كثيره وأخطاء كما يراها منتقديه ومن يختلف معاه يكفي أنه حمل غصن الزيتون ولم يحمل شوكة ( سيسبانه ) حتى ( لا يؤذي ) بها أحد ولم ( يؤذِ ) بها شعبه أويجرحه أو تسبّب في رفع الأسعار وزيادة المحروقات أو تسبّب في معاناة شعبه يكفيه فخراً وهذا يُحسَب له أنه ( تغاضى ) كثير جداً جداً على العمليات الإستشهاديه التى تنفّذها المنظمات الفلسطينيه خاصةً حماس ( وغضَّ ) بصره عنها وعليها تماماً بل لم تطاوعه نفسه في يومٍ من الأيام بأن يسلّم مطلوباً أمنياً فلسطينياً واحداً طالبت به الحكومات الصهيونيه المتتاليه والمتعاقبه على حكم مايسمى إسرائيل ..
نعم حمل غصن الزيتون ولم ( يؤذِ ) به أحد ..
نعم حمل غصن الزيتون ولم يحمل شوكة ( السيسبانه ) .. لم يرفع شوكة ( سيسبانه ) في وجوه أهله وناسه وربعه ومجتمعه وشعبه أو حتى مع من أختلف معهم من رفاق دربه والنضال الذين يطالبون ( بدولة ) فلسطين كاملةً على التراب لاينتقص منها شبر واحد ..
رفع غصن الزيتون في كل قريه ومدينه وفي كل بلده في فلسطين أو تلك التي وطأت قدماه فيها ولم يرفع شوكة ( السيسبانه ) حتى مع من أختلف معهم في مرحلة النضال السابقه ..
بغصن الزيتون وليس بشوكة ( السيسبانه ) أوصل القضيه الفلسطينيه إلى المحافل الدوليه والتعريف بها فماذا عن من لايحمل غصن زيتونٍ بيده ولايحمل السلاح في اليد الأخرى ؟!!!
نعم ماذا عنه ؟!!!
ماذا سيُقال عنه ؟!!!
بماذا سيذكرهم التأريخ ؟!!!
من لايحمل السلاح في وجه عدوّه هل سيأتي ( بدوله ) ؟!!!
أكتفي بهذه الأسطر فللحديث بقية .. نعم للحديث بقيه إن أذن لنا الرحمن بذلك ..
وأسعد الله أوقاتكم أينما كنتم …






