منصات التتويج الرمضانية !!
كتب / عبدالله صالح عباد
الاحد 31 مارس 2024
يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز : [ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١٨٤﴾ ] سورة البقرة . نحن نعيش هذه الأيام المعدودات خلال هذا الشهر الكريم فعلينا استغلالها ، حيث نرى في بداية الشهر كيف هي همم الناس وحضورهم وجلوسهم في المساجد شيء يثلج الصدر ولكن مع مرور الأيام تتناقص الأعداد بشكل غريب فلماذا هذا التفريط أيها الصائمون؟ إن شهر رمضان منحة ربانية ومحطة تزويد إيمانية وفرصة تأتي في السنة مرة واحدة . العبادات في رمضان متنوعة منها : وأهمها المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد – والمحافظة على النوافل – الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين – الإكثار من تلاوة القرآن – الصدقة – صلة الأرحام – تفطير الصائم – بر الوالدين – خدمة نفع الناس – الدعاء – وغيرها الكثير من الأعمال الصالحة . ولو نظرنا في من يصلي الفجر في جماعة ويجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كم من الأجر يحصل عليه كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : ( مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثُمَّ قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ثم صلى ركعتينِ ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ ) أخرجه الترمذي .
شرح مبسط للحديث :
[ بعد الانتِهاءِ مِن صَلاةِ الصُّبحِ مُشتَغِلًا بالأذكارِ والتَّسبيحِ أو قراءة القرآن ، وظَلَّ على حالِه هذه “حتى تَطلُعَ الشَّمسُ”
[حتى تُشرِقَ وتَرتَفِعَ الشمس
مقدار رمح تقريباً ١٥ دقيقة
بعد بدء شروق الشمس ] ،
انظروا للأجر العظيم لهذا العمل البسيط الذي لا يكلف شيء فإذا جلست خلال شهر رمضان كاملا فكأنك أديت العمرة لشهر كامل إنه التتويج الإلهي وفضل الله العظيم .
ومن يقرأ القرآن له في كل حرف عشر حسنات كم من الحسنات سيجمع في شهر رمضان شهر القرآن ، وقس على ذلك . إذن فكل عمل صالح له مكافئة من الله سبحانه وتعالى ومنصة تتويج للمسلم . فلماذا هذا التفريط من الكثير؟ فرمضان فرصة ذهبية ثمينة لاستغلال أيامه ولياليه حتى يتم التكريم في منصات التتويج الإلهية .
كذلك الدعاء لا ننساه نكثر منه فهي فرصة فكل أيام رمضان مستجاب فيها الدعاء فكم هي حاجتنا إليه في هذه الأيام فأوضاع بلادنا لا تخفى على أحد ، وأهل غزة لا زالوا تحت القصف والحصار فهم بحاجة ماسة للدعاء والصدقة فلا نبخل عليهم في هذه الأيام فهذا أقل شيء نقدمه لهم ، إنهم يقومون بواجب الجهاد نيابة عن الأمة فنسأل الله لهم النصر القريب .
ونحن قد دخلنا في العشر الأواخر من رمضان فلا نفوت الفرصة وتنتظرنا تتويجات عظيمة منها كما جاء في الأحاديث : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ولكن هناك تتويج في هذه العشر وهو العتق من النار فنسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وجميع إخواننا المسلمين نسأله أن يعتقنا جميعا من النار . وهناك منصة تتويج خاصة لمن يقوم في هذا الليالي العشر وهو أجر عظيم في فضل قيام ليلة القدر التي قال فيها ربنا تبارك وتعالى : [ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣﴾ ] سورة القدر ، إنه الأجر العظيم العبادة فيها خير من ألف شهر إنه التكريم الإلهي فهي ليلة عظيمة ونكثر فيها من قول : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا )
ثم يكون التتويج الأعظم كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . انظروا للأجر العظيم ليلة واحدة إنه تمييز لها كي يكون المؤمن على الاستعداد والتحري لها لينال أجرها . منصات التتويج في رمضان كثيرة فلا نحرم أنفسنا منها . ونسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل صلاتنا وصيامنا ودعاءنا وقيامنا وصالح أعمالنا ونسأله النصر المؤزر لأهلنا في غزة ، ونسأله أن لا يحرمنا فضل ليلة القدر .
الأيام المعدودات قاربت على الرحيل فهل نغتنم ماتبقى منها؟