بين الفرحة والألم.. قصص عيدية غير مروية

كتب / حافظ مراد

يحل علينا عيد الفطر المبارك فرحة وسروراً على النفوس، ولكن للأسف، هناك فئة من المجتمع تعيش مأساة حقيقة خلال هذه المناسبة العظيمة، وهم الفقراء والموظفين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمرون بها، خاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية واليمن عامة.
فمنذ ثماني سنوات، يعاني العديد من الموظفين في اليمن من تجاهل متعمد وقطع رواتبهم بدون سبب، وهو ما أدى إلى معاناة كبيرة وصعوبات مالية جسيمة لديهم وعائلاتهم، ففي ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية، يصبح العيد لهؤلاء الأشخاص مصدر إحباط وتشتت، حيث لا يجدون ما يقدمونه لأسرهم من مأكل وملبس، ويفتقدون إلى الفرحة التي ينتظرونها في هذه المناسبة العظيمة.
بالاضافة الى نزوح وتشرد العديد من الأسر بسبب الحرب التي فرضتها مليشيا الكهنوت الحوثي، تزداد معاناة الفقراء والمحتاجين في هذه المناسبات، فالنازحون يعانون من ظروف معيشية قاسية، ويفتقرون إلى الأمان والمأكل والملبس، وبالتالي، يصبح العيد بالنسبة لهم مجرد ذكرى مريرة بعيدة عن الفرحة والاحتفالات.
من الضروري أن يكون لدينا دور أكبر في تقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص المحرومين، ولنسعى جادين إلى تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لهم ولعائلاتهم، وعلينا جميعاً أن نتذكر في هذه الأوقات العصيبة أن الفرحة الحقيقية في العيد لا تكتمل إلا بمشاركتها مع الجميع، بما في ذلك الفقراء والمحتاجين.
نقف في هذا العيد المبارك، متضامنين مع القلوب الجريحة والعيون الساهرة الهاطلة، ونقدم تهانينا الخالصة لكل قلب يعاني ويحمل جراحاً عميقة، لقد جاء العيد هذا العام وسط تحديات كبيرة وآلام عديدة، ولكننا مصممون على أن نحتفل بفرحته بكل قوة وإصرار، نهنئ أمهاتنا المفجوعات اللواتي فقدن أحباءهن في سبيل الحرية والعدالة، ونبعث بأطيب التمنيات لنظرات الطفولة البائسة التي تتألم بصمت، مؤمنين بأن العدالة والسلام ستأتي يوماً ما.
إن العيد أطل فلنجمع بين التهنئة والتضامن والمواساة، ولنكن دائماً جنوداً مع الحق والعدل والسلام.