شهر على انتهاء العام الدراسي .. هل تبدأ معركة ( كسر العظم ) ..؟!!

تاربة_اليوم – تقرير ( هام ) لـ / أحمد باحمادي
13 ابريل 2024

لم تتبقّ سوى فترة قصيرة على انتهاء العام الدراسي 2023 ـ 2024م وهو عام كما يصفه الكثيرون بأنه عام استثنائي كان حافلاً بالتحولات المفصلية التي ارتكزت على مطالبة معلمي التربية والتعليم ثابتين ومتعاقدين بمحافظة حضرموت ساحلاً ووادياً على حقوقهم المشروعة ومطالبهم القانونية ..!!

▪︎ “لجنة معلمي حضرموت” باتت هي اللجنة البارزة على الساحة والتي استحوذت على اهتمام ورضا الشريحة الأكثر من منتسبي القطاع التربوي والتعليمي بساحل حضرموت ..

▪︎ وعلى الرغم من تهرّب السلطة والجهات المختصة عن الاعتراف بها وترسيمها قانويناً .. إلا أن قاعدتها العريضة على أرض الواقع يعطيها الزخم المطلوب لفرض رؤاها وحلولها ..

▪︎ في الأيام الأخيرة من الإجازة الرمضانية ومع الإجماع الغالب على الاستمرار والمضي قُدُماً في المطالبة بالحقوق حتى تتم الاستجابة لها من قبل الحكومة أو السلطة المحلية .. ظهرت على السطح بعض التباينات بين النقابات الأخرى كنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التي أعلن رئسيها ـ الذي تمّ تعليق عضويته بالنقابة مؤخراً ـ عن تعليق الإضراب واستئناف الدراسة بعد العيد .. وخرج ببيان وصف بأنه تصرف فردي من جهته ..

▪︎ وهو ذات المنوال الذي سلكته نقابة المهن التربوية والتعليمية في بيانها الذي ادّعت فيه توصلها لحلول مُرضية مع السلطة المحلية من بينها صرف الحافز للثابتين والمتعاقدين ووعودها بالعمل على متابعة تثبيت المتعاقدين.

▪︎ إلا أنه من الملاحظ أن النقابة الأخيرة لم تحظَ بمصداقية من قبل شريحة واسعة من منتسبي التربية كونها توصف بنقابة السلطة أو نقابة ( عكار ) وهو الشخص الذي استحوذ على قيادتها منذ عقود ولم تجرِ عليها أية تغييرات جوهرية من انتخابات لضخ إليها دماء جديدة .. بل جرى تجميدها لأهداف سياسية من بينها تفريغ أية إضرابات أو مطالبات من مضمونها الأساسي ..!!

▪︎ معظم المعلمين اليوم المنضوين تحت رداء “لجنة معلمي حضرموت” يتوجسون من الخطوات القادمة .. وفي ذات الوقت يطالبون بشدة بالسعي لترسيم اللجنة وإعلانها نقابة رسمية حتى تكون بمثابة مظلة لهم تحميهم من أية تعسفات لا قانونية قادمة من المتوقع أن تقوم بها التربية تجاههم ..!!

▪︎ ما العمل بعد انتهاء إجازة العيد ..؟ .. وهل نذهب للدوام المدرسي ..؟!! .. أسئلة ملحّة بات يطرحها المعلمون والمعلمات في ظل مشهد الضبابية والقلق زادت من شدة وتيرتها الدعايات المضادّة التي ما فتئ يشنها ( مطبلوا ) التربية بالمحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاته.

▪︎ التوصيف القانوني لأهل الاختصاص من المحامين الذين تستعين بهم اللجنة كمستشارين قانونيين هو ما سيفصل في هذه الإشكالية .. وسيحدد قريباً الموقف من الإضراب :

▪︎ هل سيكون بالعودة إلى الالتزام بالمرحلة الثالثة من التصعيد وهي الذهاب إلى المدارس مع التوقيع على الحافظة لتفويت الفرصة على المتعسفين .. أم المرحلة الرابعة بعدم الذهاب إليها مطلقاً وهو الأسلوب الذي دأب على انتهاجة أهل الوادي فيما سبق ..!!

▪︎ كما أن العودة ـ كما أوضح بعض المحللين ـ ستوحي لشريحة المواطنين وأولياء أمور الطلاب أن موقف التربية كان هو الجانب المُحق والصحيح وأن رجوع المعلمين إلى الدوام هو الإجراء الأنسب لإكمال العام الدراسي دون تحقيق أي تقدم يُذكر في مطالباتهم وهو ما تريده التربية وفرصة ستاتيها على طبق من ذهب ..!!

▪︎ ثمة رفض من قبل شريحة كبيرة من المعلمين لفكرة المداومة في المدارس اتقاءً للضغوطات التي يمكن أن يتعرضوا لها حينئذٍ وتتم مطالبتهم بالتدريس .. علماً أن بعض المديرين في المرة الأولى ومع التزام المعلمين بالدوام والحضور إلا أنهم حجبوا عنهم حوافظ الدوام ومنعوهم من التوقيع عليها ..!!

▪︎ وهو وجه واحد فقط من أوجه التعسف الكثيرة التي مارسها المديرون والمديرات على المعلمين والمعلمين المضربين ولا يستبعد تكراراها وبشدة خلال فترة هذا الشهر باعتبارها فترة مفصلية في تحديد مَن المنتصر في خضمّ هذه المعركة ..!!

▪︎ ومن الحجج الوجيهة على عدم الذهاب للمدارس .. الخوف من تفلت البعض وانصياعهم واستسلامهم خلال عملية الدوام واستغلال التربية لهذا الوضع لإحداث شرخ كبير قد يودي بجهود الإضراب كلها إلى مهب الريح ..!!

▪︎ لذا فيرى كثير من المتابعين أن انعدام النية من قبل السلطة خاصة مع وجود رأس هرم السلطة في حضرموت ممثلاً برئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك .. وعدم التفاته لحلحة قضية المعلمين باستدعاء لجنتهم الممثلة لهم .. يعطي الذريعة للمعلمين على الثبات والصمود ومواصلة الإضراب لإرغام الحكومة على التنازل وتلبية مطالبهم ..

▪︎ ضف إلى ذلك تفاهمات السلطة ـ المعلنة ـ مع نقابة ( المهن ) ـ رغم عدم مقبوليتها لدى الشارع ـ وتجاهلها لـ “لجنة معلمي حضرموت” يعطي الدلائل أن ليس في نيتها التوصل لحلول تُرضي شريحة المعلمين الذين باتوا يعانون شظف العيش وسوء الحال جرّاء رواتبهم الهزيلة التي لا تكاد تفي ولو بجزء بسيط من متطلبات العيش الأساسية ..!!

▪︎ ما المواقف التي ستسفر عنها إجراءات الطرفين في الأيام القادمة ..؟!! .. وما الخطوات الآتية التي سنراها في هذا المنوال المتسارع ..؟!!

▪︎ هذه آخر مرحلة من مراحل الصراع .. إنها معركة ( كسر العظم ) والتي ستكون فيها الكلمة الفصل لمن ينتصر لشريحة كبيرة وهامة تحدد مستقبل أجيالنا ومجتمعنا وبلادنا برمته