ابحث في الموقع

خروج هادي من السلطة كان مقدمة حقيقية لما ستتجه إليه الأمور في المناطق المحررة.

خروج هادي من السلطة كان مقدمة حقيقية لما ستتجه إليه الأمور في المناطق المحررة.

كتب / سالم صلاح مدفع
الثلاثاء 23/يوليو/2024م

منذ الوهلة الأولى التي اعقبت خروج الرئيس السابق عبدربه منصور هادي من الحكم، وتسليم دفة القيادة الى مجلس رئاسي مكون من ثمانية، يتضح جلياً بأن مسار الأزمة اليمنية قد تم حرف بوصلته واتجاهه الرامي لاستعادة صنعاء من الحوثيين الى ضرورة الخروج من الأزمة اليمنية بأي حال وتقليل تكلفة الحرب بالنسبة للتحالف السعو إماراتي.
مجريات الأحداث فيما تلى إعلان الرياض ونقل صلاحيات الرئيس تشي بأن البوصلة تجري بما لا يتناسب مع سفينة المناطق المحررة، وأن الإجراءات المتبعة والمتسارعة فيما بعد وإن بدأت للوهلة الأولى في مسارها الصحيح، ما يلبث الأمر الا خطوات أخرى مماثلة تعيد تغيير المسار وحرفه بإتجاه الطرف الذي من أجله تدخل الخارج وتطلب ذلك قرار من الأمم المتحدة.
اليوم يجب أن يعي الجميع بأن الشعب يسير الى حافة الهاوية، والتي يتم العمل عليها بصورة ممنهجة تريد الوصول بالمجتمع الى القبول والتسليم باستحالة النصر على الانقلابيين في الشطر الآخر من الوطن، وأن على الشعب التعايش مع متغيرات المشهد والتي لم تشفع لهم سنوات الحرب والقتال وتجرع مرارات الوضع الإقتصادي القائم؛ بأن يحصلوا على حقهم في دولة ذات سيادة ونظام وقانون، قائمة على العدالة الانتقالية والمجتمعية.
ما يجري اليوم من انتكاسات كبيرة هي مقدمة لما هو أكبر، ويتم التمهيد لمرحلة اسقاط كل القرارات المتعلقة بالإنقلاب، للوصول الى مرحلة السلام المزعوم والمنتظر والذي ربما لايدع للطرف الخاسر أي مقومات يرتكز عليها في سلامه المنتظر.
إنها معادلة غير سوية وصدمات متتالية تعزز جوانب القوة لدى الطرف المنقلب وتضعف أكثر واكثر الطرف الشرعي، والذي يستمد شرعيته من الخارج بقرار تخلي هادي عن الرئاسة.
إننا في مرحلة حساسة وفي غاية المرارة ونحن نشاهد الوطن يسلب شيئاً فشيئاً في سبيل الرضوخ لإمراء الحرب وقادتها، بعد أن قدم الشعب في سبيل ذلك الكثير من الدماء الزكية حتى ينال الخلاص من الانقلاب، وتنازل عن حقوقه في الجوانب الإقتصادية والخدمية رغبة في الوصول لدروب أفضل ترسم ملامح مستقبل الغد الآمن بدولة النظام والقانون.
فأين نحن مما كان في بداية عاصفة الحزم ؟! وهل قدر لنا الإطاحة بما تبقى من بوابة الرياض ؟!.

إغلاق