ابحث في الموقع

   فَرِّق تَسُدْ..حضرموت ترفضها

   فَرِّق تَسُدْ..حضرموت ترفضها

كتب / د. عبدالعزيز صالح جابر
الاثنين 12 اغسطس 2024

سياسة فَرِّق تَسُدْ لعبة قديمة يراد تهيئة المسرح لها في حضرموت ،وسط حالة التباين والاختلاف والذي وصل لمرحلة من الاحتقان ،هذه اللعبة والاداة مكشوفة ، من يحاول المناورة بها بل والسعي من خلالها الاصطياد في الماء العكر لتحقيق مآربه وأهدافه وعبر ادوات بالية عليه أن يدرك أولا أن هذه السياسة ليست بجديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها ، فقد طبقها السومريون والمصريون واليونانيون القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى ، وتفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها والعمل مع القوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت ومنعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها.
والحضارم بمشاربهم وقواهم السياسية والفكرية والمدنية والمجتمعية كافة يعرفون من يعزف على هذا الوتر ويدركون المدرسة التي يمثلها وقوة النفوذ التي يتمتع بها والخبرة التي يمتلكها فقد صال وجال في هذا المجال وطبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف ومن أجل إضفاء الشرعية على التحكم في زمام الأمور في حضرموت لتكون خانعة تابعة لما يريد وليسهل عليه تنفيذ مشاريعه وبناء مجده السياسي تسلقا على جدار حضرموت ، ويبدو أن سياسة فرق تسد الذي ينتهجها تأتي بعد مرحلة فرق تغزو، لأن استعباد شعب ما والاستيلاء على أراضيه وثرواته يتطلب أولاً إنهاك قواه المجتمعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية لغرض تسهيل العملية وتقليص تكاليفها ، وهذا يتم عادة من خلال إثارة الفتنة بين رموز وقيادات المجتمع والتحريض لهذه الفئة على تلك ونشر روح الانتقام بين المكونات المجتمعية والسياسية والمدنية وبث الكراهية بينهم ، والتسويف والمماطلة في ردم هوة الخلاف واستخدام ادواته القانونية والدستورية الحاسمة
لمعالجة الوضع بأقل التكاليف ،لكن هو لا يبحث عن الحل وإنما لديه نوايا وأهداف تبدأ بهذه السياسة وتنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف.
ولتجاوز الأزمة في حضرموت فإن الحل لها يكمن في مغادرة مربع إدارة الأزمة في حضرموت بالأساليب التقليدية والاعتماد على سياسة عفى عنها الزمن ، فلن تنجح سياسة الاعتماد على هذه الاساليب القديمة ،فحل الازمة بحاجة لتطوير أطر سياسية وبرامج عملية تعتمد المؤسسية والتشاركية السياسية والمجتمعية والمدنية ، وتجسر الهوة مع المجتمع باطيافه وقواه كافة ، بعد ان اصبح واضحا ان سياسة فرق تسد  كأساس للخروج من الأزمة  لن يفضي للحل ، والحضارم اليوم  استوعبوا الدرس جيدا وهم اكثر لحمة وقوة من ذي قبل ومهما حصل بينهم من تباين واختلاف لكن لن يسمحوا بفتنة تآكل الأخضر واليابس وتهدم ما تحقق بدماء الشهداء من ابنائها والتي تجسد امنا واستقرارا.
وحضرموت بما تشهده من فعاليات وحراك سياسي ومجتمعي وتصعيد يقوده حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع  ترسل رسالة للجهات الرسمية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية خاصة ولدول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي نرتبط بها بصلة الرحم والجوار والقواسم الاجتماعية المشتركة وكذا دولة الامارات العربية المتحدة السند والظهر وللمجتمع الدولي بشكل عام  ،ونقول لهم جميعا حضرموت شبت عن الطوق وتريد حقوقها وثرواتها ، وتعديل شوكة ميزان ادارة الشان العام فيها اسوة بمثيلاتها من المحافظات المحررة بأن تكون حضرموت سيدة قرارها بابنائها المخلصين والذين ينتمون لارضهم ويلتحمون باهلهم ، من عاشوا بينهم في أزماتهم ودافعوا عنهم وانتصروت لحضرموت أرضا وانسانا  ، لا من جاءوا محمولين على اكتاف غيرهم لتادية وظيفة واحدة حماية مصالح من جاء بهم ولضمان حلب بقرة حضرموت لتدر اللبن لهم ،  وتوزيع قطرات من الماء لاهل حضرموت في انتقاص من هذه الارض واهلها ، وهذا لن يسمحوا به بل ولن يسمحوا لاضرام نار فتنة في ربوعها لانهم يدركون نتائجها ، فما يوحد الحضارم  هو أكثر مما يفرقهم وصوتهم واحد لهدف واحد وهو تحقيق المطالب الحضرمية المشروعة في العزة والثروة واستقلالية القرار ووقف محاولات سلب حضرموت حقوقها واستهدافها أرضاً وإنساناً، تاريخاً وحضارةً ووجوداً ، واستهداف منظومة ومقومات الحياة في التعليم والصحة وتضاعف معدلات الفقر ، وازدياد المعاناة وتدني الخدمات وفي مقدمتها انهيار منظومة الكهرباء 

إغلاق