مظلــــوم والله أنــــا مظلــــوم ..

كتب / عمر ربيحــان
السبت 31 اغسطس 2024

أفنيت عمرك في الحياة كشمعة أنوارهــا في حقلنــا تتشعشع ..
عندما بدأت في كتابة هذه الأسطر عن بعض مآثــر الشخصيــة الإجتماعية التربوية ليس بحاجة إلى تعريف، فهو الذى يسري علمه وأعماله كالنسيم العليل، فتنتعش بها مدراس الغناء تريم.
نجم تربوي سطع وتلألأ في حقل التربية والتعليم وقدم روائع الإبداعات وحقق النجاحات الكبيرة وتخرج على يديه كوكبة من المعلمين والبعض يحملون مؤهلات أكاديمية …وقال الشاعر:
انته الأصــل عندي والمحبين فرعك والفوارق كبيره بين فرعك واصلك.
صدقت يأبا زكي: يثبت الواقع أنه متى ماصلح المدرس صلحت المدرسة بل وكل المجتمع. كيف لا وحالة التربية والتعليم في وزارتك يامعالي الوزير وأمامك ركاما هائلا من المشاكل.؟
سل عنه كل معلم ومربي فالحق شمس والحقيقــة تسطــع..
كثير الإطلاع والقراءة.. فإلى جانب الإطلاع على المناهج المدرسية وقراءة المجلات الأدبية والكتب الثقافية والعلمية كل هذه الإطلاعات والإهتمامات قد ساهمت في تعميق معارفه العلمية والثقافية، موهبة في التنظيم ونسج العلاقات مع الجميع و التى يتمتع بها وقد أكسبته حب واحترام، الحقيقة
هاجسه، الصدق مفتاح الوصول إليه،
الشجاعة والمبادرة سمتان ملازمتان للفقيد، والغدر وعدم الوفاء أكره شيء إلى قلبه.
والد المرحوم العم عوض من أسرة فلاحية، إنسان فقير كابد الحياة وعانى من شظف العيش كثير ومن رحم المعاناة والقهر ولد الإبداع والمواهب لدى ابنه فأخذت تبرز وتتفتح وبشكل غير اعتيادي منذ دراسته في الصف الأول، تميز عن زملائه الطلاب بذكاء حاد مرهف، ودماثة أخلاق، ورصانة في السلوك، وانهماك جدي في الدراسة، هذه السمات تفوق في الواقع عمره وتفصح من بروز موهبة ناشئة سيكون لها شأن كبير.
درس بمدرسة دمون الإبتدائية عام 61م، وحصل على الشرف في المرحلة المتوسطة ومن ضمن الخمسة الأوائل فيما كان يسمى أنذاك بالدولة القعيطية ونظرا لتفوقه العلمي أختير في بعثة طلابية وهم :
سعيد مبارك بايعشوت من حوره، فواد حسن باشميلة من الشحر، والمرحرم أحمد حاج باصالح من زغفة، ود/سالم عوض رموضه، والمرحوم خميس عوض حمدون من دمون إلى السودان بمدرسة حنتوت الثانوية بوادي مدني مديرية الأزرق.
أكمل المرحلة في ٧٠/٦٩م وحصل علـى شهادة مدرسية سوادنيــة بدرجــة ٧٠% ..
التحق بالعمل التربوي عام ٧٠م وعين في المدارس الإبتدائية والإعدادية( مشتركا) وكانت نقلته الأولى في مدرسة السويري الإبتدائية وحققت المدرسة نتيجة ممتازة ثم عين مديرا للمرة الأولى لمدرسة تريم الإعدادية ـ 79/74م .
عمل مديرا لمدرسة الفلاحين الموحدة للفترة من( ٨٣/٨١م). وفي يوم ١٠سبتمبر يوم المعلم لعام ٨٣م كرم كمعلم نموذجي على مستوى محافظة حضرموت من قبل الدولة والحزب ومنح شهادة وسام المعلم النموذجي .
عمل مديرا لمدرسة الأخوة الموحدة للفترة من( ٨٨/٨٣م) وفي عام٨٩م حصل على شهادة دبلوم الإدارة المدرسية من معهد التدريب أثناء الخدمة بخور مكسر (عدن).
عمل مديرا بمدرسة سنجل الموحدة بثبي في الفترة من( ٩١/٨٩م).
عمل مديرا لمدرسة ١٠سبتمبر للبنات الموحدة في الفترة مــن ( ٩٢/٩١م).
عمل مديرا للمرة الثانية لمدرسة الأخوة الموحدة في الفترة من ( ٩٤/٩٢م).
عمل مديرا لمدرسة الحد الموحدة في الفترة من( ٩٦/٩٤م ).
عمل مديرا للمرة الثانية بمدرسة دمون الموحدة للفترة من (٩٨/٩٦م).
دون ياقلم دون، ياترى من هذه الشخصية إنه المربي الفاضل الأستاذ المرحوم خميس عوض سالــم حمدون، والحديث عن هذه الهامة التربوية في هذا العجالة لاتكفي بل تحتاج إلى عشرات من الصفحات، إداري صارم وفذ، يجيد الرسم والخط، رجل متواضع ، قمة في الأخلاق ومهما كتبنا عن الفقيد من كلمات الثناء والإطراء والإستحسان لن نوفيه حقه.
كرس حياته من أجل تربية الأجيال متسلح بالعلم والمعرفة وتحمل مسئولياته لإدارات المدارس بكل تفاني وإخلاص، نابغ الذكاء، فائر القلب يحب الصداقة مع الناس ولايبخل بحل مشاكلهم مهما كانت كبيرة أو صغيرة وبنفس طويل ملازم الصبر، يكره الأضواء ويعشق الصمت.
جرب السياسة والحزبية وأكتوى بنارها والفصل من التنظيم السياسي بأحداث سالمين ٧٨م..
مامعاك عاشق غير إلا تربية الجيل ياأبازكي وظل صامد وشامخ كالنخلة في تأدية رسالته التربويــة والتعليمية وبعد هذا كله ماذاحصل ياناس؟ كرم بالظلم والحرمان من حصوله على كافة مستحقاته ولسان حاله يقول: مظلوم والله أنا مظلوم.. شكيت قالو صبرعادك.. أصبر على ماصابك، حتى وفاتــه ٩٨/٣/٤م
مسكين مات وفي قلبة حرقة من هؤضلاء الذين يسرقون أحلام وحقوق مربي الأجيال، فأرقد في بيتك الأبدي في سلام ودع لنا متابعة مسلســل لصوص الليل والنهار.
رحل الفقيد ولم تزل بصماتــه محمودة مذكورة تتضوع.
أن من مثل الأستاذ خميس حمدون له تاريخه لايمكن أن يموت.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعض أبيات
من قصيدة الأستاذ عمرأحمدصبيح من حفل تأبين الفقيدحمدون.