بينية النوم في النور والاستيقاظ في الظلام!!
كتب : زكي بن علي صبيح
الخميس ٢ ربيع الاول ١٤٤٦ هجري
عندما تسمع صرخات وأنات ودعوات الويل و الثبور على ضياع مقدرات وثروات محسوسة و مادية .. وبالمقابل ترى الإنسانية تقتل و تغتصب و تنهش و تسحق .. ولا تحرك حقيقي يخفف من وطأة تلك التصرفات ال وح. ش ي ة ال ج ائ رة !! فاعلم أن اختلالا خطيرا قد جثى بركبتيه على صدر الأمة ، أفقدها التوازن ، وغير من استقامة منظومة فقه أولى الأولويات لديها ..
لقد تصدعت رؤوسنا ومجت نفوسنا تلك الونات و الصيحات التي لم تفقه أن سر مايجري هنا أو هناك .. هو نتاج لهدم الإنسان من داخله . أورثه ذلك سبات عميق عاشته أمتنا على مدى مراحل متعاقبة ولازالت راقدة في مستنقعه .. والأمم التي تداعت علينا هي من مهدت وخططت لتلك الغيبوبة العميقة ..
فترى بعض من تنبه منا في حالات نادرة يريد في هنيهة قصيرة أن ينتصر للإسلام والإنسانية .. بتصرفات متهورة مندفعه هي أشبه بلعب الصبيان ..
يعتقد أحدهم أن ت ف ج ي را أو تسعيرا هنا أو هناك هو ما سيحقق النصرة وقيادة ركب الحاضرة !! سطحية مقيته وفكر ناقم لاغير ..
وقد غاب عن ذهنه دراسة التاريخ والدوافع والمعطيات بشيء من الروية بما يسمى بتشخيص حالة الأمة ، ومن أين نعيد ترتيب أولوياتها ..
لقد بذل أعداء الأمة رؤوس أموال هائلة ، و أوقاتا و طاقات طائلة وأعملوا الفكر والنفس الطويل ليوصلونا إلى هذا المنحدر السحيق .. ويرونا بهذا المستوى المتدني ..
ومع أننا نمتلك مقومات النهوض ولكننا لا نملك الوعي الكافي الذي يأخذ بنا إلى ذروة التفوق والإنتصار ..
لذا يقول الدكتور ( هو كنج ) أستاذ الفلسفة في جامعة ( هار فارد ) : “*إن في نظام الإسلام استعدادا داخليا للنمو ، وإني أشعر أني على حق حين أقرر أن الشريعة الإسلامية تحتوي بوفرة على جميع المبادئ اللازمة للنهوض* “
ويقول العلامة الكبير ( ساتيلانا ) : ” *إن في الفقه الإسلامي ما يكفي المسلمين في تشريعهم إن لم نقل ما يكفي الإنسانية كلها* ”
ولكن لأن عدونا نجح في هدمنا من الداخل خلال نفس طويل .. هزمنا نفسيا وعاطفيا و فكريا بما يسمى بالحرب الباردة و الناعمة والتي نحن نكتوي بنارها وشنارها .. من حيث نشعر ومن حيث لا نشعر ..
لا يحسب احبتي أحدنا أن الأمور عفوية ولكنها دبرت بليل : *يوم نمنا نحن في النور واستيقظ أعداؤنا في الظلام* ..
نمنا في أنوار الإسلام والمنهج الرباني المعبر عنه بالمحجة البيضاء والنمط الأوسط ومسلك الوسطية الواعي . واستيقضوا هم في ظلمات الكفر وغياهب الغفلة ..
فهل نستطيع بذل عشر معشار ما بذلوا !! من جهد ومجهود لا محدود ، لإعادة مايمكن إعادته وترتيب مايمكن ترتيبه والحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه .. *( وكان أمر الله قدرا مقدورا )*
*(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر اولئك هو يبور)*
صدق الله العظيم
ودمتم ..