ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

وصف بانه صارم ومتعطش للدماء.. من هو هاشم صفي الدين الذي تسعى إسرائيل لاغتياله؟

وصف بانه صارم ومتعطش للدماء.. من هو هاشم صفي الدين الذي تسعى إسرائيل لاغتياله؟

تاربة_اليوم / متابعات
4 اكتوبر 2024

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن ضربة شنتها إسرائيل فجر الجمعة، على بيروت أكبر من التي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، استهدفت القيادي الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين.

على غرار ابن خالته حسن نصر الله، الذي قُتل في 27 سبتمبر في قصف إسرائيلي عنيف على مقر حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت، يرتدي هاشم صفي الدين بدوره العمامة السوداء.

وصفي الدين هو القيادي الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة للأمين العام السابق حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل الجمعة الماضي.

وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي، يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله. وهو أيضا عضو في مجلس الجهاد، الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.

وصفي الدين هو قريب نصر الله ومثله رجل دين يرتدي العمامة السوداء التي تدل على النسب من النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وصنفته وزارة الخارجية الأميركية كإرهابي في عام 2017، وفي يونيو هدد صفي الدين بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر لحزب الله. وقال في الجنازة: “دع (العدو) يجهز نفسه للبكاء والنحيب”.

وغالبًا ما تعكس تصريحات صفي الدين العامة موقف حزب الله المسلح وتحالفه مع القضية الفلسطينية.

وفي حدث أقيم مؤخرًا في الضاحية، معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن: “تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم”، في إظهار للتضامن مع المقاتلين الفلسطينيين.

وبدأ نصر الله “في تفصيل المواقف له داخل مجموعة متنوعة من المجالس المختلفة داخل حزب الله اللبناني كان بعضها أكثر غموضًا من غيرها. لقد جعلوه يأتي ويخرج ويتحدث”، كما قال فيليب سميث، الخبير الذي يدرس الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لـ”رويترز”.

وترى الوكالة أن الروابط العائلية التي تربط صفي الدين بنصر الله وشبهه الجسدي به، فضلاً عن مكانته الدينية كأحد نسل محمد، كلها عوامل قد تصب في صالحه.

وأوضحت أن صفي الدين كان صريحاً في انتقاده للسياسة الأميركية ورداً على الضغوط الأميركية على حزب الله، صرح في عام 2017 قائلاً: “إن هذه الإدارة الأميركية المعوقة عقلياً والمجنونة برئاسة ترامب لن تكون قادرة على إيذاء المقاومة”، مؤكداً أن مثل هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزم حزب الله.

من هو هاشم صفي الدين؟

ولد هاشم صفي الدين في 1964 في صور جنوب لبنان، وهو شخصية عامة في صلب حزب الله.
وكان صفي الدين يشارك في الفعاليات المختلفة التي ينظمها الحزب عكس حسن نصر الله الذي كان يخشى أن يستهدفه الإسرائيليون وكان نادر الظهور واختار التخفي لفترة طويلة.

وهو ما سمح لهاشم صفي الدين بتطوير علاقات مع قاعدة الحزب. خصوصا لأنه يشغل أيضا منصب رئيس المجلس التنفيذي، الذي يضاهي منصب “رئيس وزراء حزب الله”، بحسب ما نشرته صحيفة “لوريان لو جور”. منصب قوي يسمح له بالتأثير على القرارات المرتبطة بالشأن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

ورغم افتقاره للخبرة التي كان يتمتع بها نصر الله فإن عدة نقاط تشابه تجمع الرجلين. من بينها تشابه الملامح وحتى نبرة الصوت لكن عدة أطراف كرجل الدين الشيعي محمد علي الحسيني، المسؤول السابق في حزب الله يعتقد أن هاشم صفي الدين هو شخصية أكثر عدوانية وأقل واقعية من نصر الله.

محمد علي الحسيني الذي أصبح معارضا لحزب الله وقرابته مع إيران، كان قد صرح على قناة العربية بأن حسن نصر الله كان شخصية ودودة يسهل التقرب منها إلا أن هاشم صفي الدين، صاحب شخصية صارمة بل يمكن القول إنه متعطش للدماء”، على حد تعبير الحسيني الذي يتهمه أنصار حزب الله بأنه “يتلقى أموالا من الموساد الإسرائيلي”.

ولدعم هذا الرأي يقول الحسيني إن هاشم صفي الدين كان يحث حسن نصر الله “على ضرب تل أبيب”، وذلك “بعد اغتيال صالح العاروري”، الرجل الثاني في حماس الذي اغتيل في كانون الثاني/يناير في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبحسب محمد علي الحسيني، فإن هاشم صفي الدين “سيسارع بقصف تل أبيب ومطار بن غوريون وحتى بيت بنيامين نتانياهو في إسرائيل”.

هاشم صفي الدين كان قد صرح في مقابلة عام 2020، بأن القوة هي الوحيدة القادرة على إسقاط الحكومة الإسرائيلية والدولة العبرية، التي يكنّ لها كراهية بالغة.

وصرح: “عندما يدرك الإسرائيلي أنك في موضع ضعف، فإنه لا يرحمك. ولكن عندما يرى أنك قوي، فهو قادر على تقديم كل التنازلات”.

وهدد هاشم صفي الدين مؤخرا الجيش الإسرائيلي بتصعيد الصراع بعد اغتيال أحد كبار قادة حزب الله.

علاقة مباشرة مع إيران
وكما كان الحال مع ابن خالته الراحل، فإن هاشم صفي الدين الرجل المتدين صاحب الهيبة والذي يرتدي كذلك العمامة السوداء، تابع خلال الثمانينيات، دراسات دينية في مدينة قم الإيرانية المقدسة لدى الشيعة.

ومثل حسن نصر الله، فكان بدوره من أشد أتباع المبدأ الشيعي “ولاية الفقيه”، الذي يتمثل في أولوية الدين على السياسة. مذهب يفسر خضوع حزب الله لسلطة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي ستعهد إليه دون شك مسألة تعيين الأمين العام القادم لحزب الله.

هذا الحزب الذي تعود جذور نشأته إلى ثمانينيات القرن الماضي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان بدعم مالي ولوجستي وعسكري من إيران.

منصب هاشم صفي الدين المرتقب قد يجعل منه أيضا الهدف الرئيسي الجديد لجيش الدولة العبرية. وفي نفس الوقت سيكون أداة إيرانية جديدة لتعزيز قبضتها على الحزب المخترق والمتهالك الذي قد يواجه توغلا إسرائيليا محتملا في جنوب لبنان.

علاقة صفي الدين مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأجهزتها الأمنية تعززت أواصرها مع مرور السنوات ومنذ انتهاء دراسته في إيران. علاقة أخذت أيضا أبعادا عائلية حيث أن ابنه رضا متزوج من زينب سليماني، ابنة الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني، الذي اغتيل في يناير/ كانون الثاني من عام 2020 في بغداد والذي كان الذراع اليمنى لآية الله علي خامنئي.

شقيق هاشم صفي الدين، عبد الله صفي الدين صاحب نفوذ كبير، أدرج مثل هاشم على قائمة الإرهابيين التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ارتباطهما بالحكومة الإيرانية، يشغل منصب رئيس مكتب حزب الله في طهران.

عبد الله صفي الدين الذي يتحدث اللغة الفارسية بطلاقة، ويرتدي دائمًا ملابس مدنية ليس شخصية متدينة. وتتهمه وزارة الخزانة الأمريكية، بالوقوف وراء عدة مخططات للتحايل على العقوبات الدولية التي تستهدف إيران.

واشنطن تصف أيضًا عبد الله صفي الدين بـ”زعيم عصابة”، وكان من بين أهداف “عملية كاساندرا”، وهو تحقيق أجرته وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)، بمساعدة الموساد، يبحث في مسؤولية حزب الله في عمليات دولية لتهريب المخدرات وغسل الأموال .

محمد علي الحسيني صرح على قناة العربية: “إذا سألتني اليوم، سأقول لك إن عائلة صفي الدين هي التي تحكم اليوم حزب الله: عبد الله من طهران وهاشم في بيروت”

إغلاق