ابحث في الموقع

معادلة حضرموت الغائبة.

معادلة حضرموت الغائبة.

كتب / سالم صلاح مدفع
الجمعة 11/أكتوبر/2024م

في خضم المتغيرات المتداخلة والماثلة في المشهد اليمني العام، فإن المحاولات المستمرة الرامية لإعادة حضرموت الحضارة الى الواجهة بصفتها الجيوسياسية باتت في مرحلة متقدمة من الصراع المحتدم على التمثيل لحضرموت والذي أضحى في الآونة الأخيرة مثار للسخط الشعبي والذي يرى بأن التنافس المحموم لم يكن محموداً، وإنما البحث عن مكتسبات جديدة من بوابة حضرموت وتمثيلها هو الدافع لكل تلك التحركات الرامية لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت في ظاهرها، وفي كنفها تغيب الحقيقة ودوافعها.
إن المشهد في حضرموت وتجلياته في خروج حلف قبائل حضرموت لأكثر من شهرين دون تحريك في المياة الراكدة، يؤكد حقيقة بأن أي تحرك لا يجتمع عليه الحضارم بتوجهاتهم وحاضنتهم القبلية والمدنية لن يحقق المراد وسيظل يترنح يمنة ويسره، في انتظار طوق نجاة يحرك مياهه ويحقق متطلباته ولو في حدودها الدنيا.
بينما المجتمع المدني يمر بأسوأ مرحلة اقتصادية تراجيدية، لا تصل مستوياتها الى الفاعلين على الارض الا من بوابة حضرموت وتمثيلها كحصان طروادة متجدد، يتم بث الروح فيه كلما كانت هنالك استحقاقات عامة تخص الشأن اليمني.
وفي ظل التجاهل التام والمطبق من الشرعية وكذلك التحالف السعودي الإماراتي والذي يفضل سياسة الأدوات أكثر من تدخله المباشر في الشأن الحضرمي، فإن توجهات المملكة بإضعاف الحلف تأتي من متابعة استكمال الهيكل الهرمي وإنشاء الأمانة العامة لمجلس حضرموت الوطني، والذي حظي برعاية سعودية جلية ومباركة السلطة المحلية وعدد من المكونات والتي تشاطر المولود الجديد التوجهات والمحددات العامة. بينما في المقابل يقف الشارع الحضرمي يراقب استنساخ ذات التجربة التي أقدمت عليها في وقت سابق ومنذ أعوام دولة الإمارات بإنشاء أذرع لها في عدد من المحافظات الجنوبية، هدفها المساهمة في تنفيذ السياسات المرسومة لطرفي التحالف داخل المحافظات الجنوبية وحضرموت ليست ببعيد او بمنأى عما يجري من متغيرات تصب في مصلحة الرعاة وتحقيق تطلعاتهم والتي يكون في آخر اهتماماتها المواطن ومتطلباته وتطلعاته لمستقبله.
إن حضرموت اليوم في معترك سياسي جديد يراد منه إضعافها بشكل أكبر وتمزيق نسيجها المتحضر والمدني أكثر مما هو ممزق، بعد أن تم تغييب مدينتها بواقع استحضار القبيلة.
وبين كل تلك المجريات فإن حضرموت ستكون على صفيح ساخن في إدعاء تمثيلها بين أدوات السعودية والإمارات، وربما يكون هناك طرف ثالث حاضر ولكن أدواته الخشنة والناعمة غير مجدية حتى الآن، وربما يراد إضعافه بدخول لاعب جديد على الساحة الحضرمية.

إغلاق