للبحث في اصلاح القطر الحضرمي وبسط الأمن والأمان .. السيد أبوبكر بن علي بن شهاب .. (أنموذجا)
كتب / د. عبدالقادر عبدالرحمن بن شهاب
السبت 12 اكتوبر 2024
يعتبر السيد العلامة الحبيب أبوبكر بن علي بن أبي بكر بن شهاب الدين رحمه الله تعالى من خيرة وجاهات حضرموت وتريم , وله اسهامات واصلاحات وأعمال خيرية كثيرة , مولده كان في اندونيسيا عام ١٢٨٧ هجرية , وتعلم مبادئ القراءة والكتابة بها , ثم اصطحبه والده وعمره ثمان سنوات وخرج به إلى حضرموت في تريم ببلدة دمون (موطن أهله وأسرته) , وأكمل تعليمه بها وأخذ عن كثير من علماء تريم , وفي مقدمتهم مفتي الديار الحضرمية السيد العلامه عبدالرحمن بن محمد المشهور , ثم رحل الى سيؤن والتحق برباط الحبشي وأخذ عن كثير من علمائها منهم السيد العلامه عبيداللاه بن محسن السقاف , والسيد العلامه عيدروس بن عمر الحبشي .
وللسيد أبي بكر بن علي بن شهاب رحلات كثيره داخل حضرموت وخارجها , كما له رحلات الى الحجاز , ورحلات اخرى الى شرق آسيا ( اندونيسيا) عام ١٣١٣ هجرية , وزاول أعمال التجارة , وهناك أسس مع اخوانه الحضارم (جمعية خير) التي كان لها دور بارز في الجانب التعليمي والاصلاحي الاجتماعي , وكانت له أيادي بيضاء في أعمال الخير والاصلاح بحضرموت واندونيسا وهي كثيره يطول ذكرها هنا , منها تأسيس مدرسة الاقبال الاهلية بدمون تريم والتي تعد اللبنة الاساسية الاولى لمدرسة دمون الحكومية فيما بعد , وبناء مسجد السكران بدمون تريم , وتجديد عمارة زاوية جده الشيخ علي بن أبي بكر السكران بتريم , والتي لا زالت معمورة بالدروس العلمية , اضافة الى قيامه بتجديد وعمارة عدد من المساجد في مدينة تريم.
وكان رحمه الله أحد المشاركين في الوفد الحضرمي الذي تحرك من داخل حضرموت الى ساحلها عام ١٣٤٦ هجرية , للاصلاح والتوفيق بين السلطنتين القعيطية والكثيرية لاصلاح القطر الحضرمي وبسط الأمن والامان , توفي في اندونيسيا عام ١٣٦٣ هجرية رحمه الله تعالى واخلفه بالخلف الصالح آمين…
يقول الحبيب أبوبكر بن علي بن شهاب رحمه الله في كتابه : ( رحلة الأسفار) : ( بتاريخ يوم الأحد ربيع الأول ١٣٤٦هجرية توجهت إلى الشحر والمكلا بطلب من الإخوان ابوبكر بن شيخ الكاف وغيره من السادة الاشراف بتريم لمواجهة السلطان صالح بن غالب القعيطي للبحث في إصلاح حضرموت واتصالها بالساحل، ومن جملة الوفد الوالد علي بن عبدالرحمن بن سهل والقاضي عبدالله بن حسين السقاف وعبد الرحمن بن عبدالله بن شهاب الدين وعبد الرحمن بن محمد بلفقيه وأبو بكر بن شيخ الكاف وسقاف بن علي بن هارون بن سهل وعبدالاه بن محمد الكاف وحامد بن محمد الحييد بن الشيخ ابوبكر، ومن دول آل عبدالله السلطان علي بن منصور الكثيري والسلطان عبدالله بن محسن الكثيري ، ومقدم آل تميم علي بن احمد بن يماني وسلمان عبد الشيخ شامي…والجميع ينيفون على مائة نفر كل يوم تذبح راسين أو ثلاثة برابر ومعز والمصاريف الجميع على الأخ السخي ابوبكر بن شيخ… ويتفقد الوفد حتى في رقودهم وفرشهم فهل في وقتنا احد مثله؟ كلا ولا عُشر معشاره، ينفق ماله ويخدم الناس بحاله، من التجأ إليه في أي حال يقوم معه، ان كان بالسعي عند الوجهاء أو ببذل المال الكثير ولا يحصل له بذالك تأثر، فالفقير عرفته بعدما اختبرته يحب المساكين، ويصلح ذات البين، مطيعين له القبائل والسلاطين، موجه عند الكل، لكلامه استماع).. انتهى.
رحمهم الله جميعا واخلفهم بالخلف الصالح آمين , وأصلح الله احوال حضرموت وما جاورها وبسط فيها بساط الأمن والأمان …
*مصدر الصورة صفحة أسرة السادة آل الكاف في الفيسبوك.
