عاش حياه بسيطة كغيره من جيله وحياتهم عنوان للكفاح والصبر…

كتب /عمر ربيحــان
السبت 2 نوفمبر 2024م

الحديث ذو شجون عن شمعة من شموع العلم والتنوير تحترق لتضئ طريق الآخرين، أنجل رجل من رجالات العلم.. انتظم الكثير من أبناء البلدة في تعليمهم البدائي إلى ختم القرآن على يد الشيخ عبدالله سعيد باغوث في معلامة ( الإقبال) ومن كل فئات المجتمع في البلدة مع والده الشيخ عمربن أحمد بن عمران التميمي ( دحيدح) رجل أعمى يستمع لقراءة المبتدئين في المصحف، ويعتبرون من مشاهير العلم ويمكن تشبيهم بالشموع والكواكب في ظل أهل البلدة يعانون من الأمراض والجهل والتخلف.
بعد عمر مديد ناهز( ١١٥) عاما، بحياة حافلة بالعمل والعلم في تنوير عقول شباب أجيال الأمس والحد من انتشار الجهل بين صفوف الناس ونحت الصخر من أجل نشر العلم في ظل ظروف صعبة لاتوجد مدارس حكومية وضرب بذلك أروع الأمثلة في التفاني والإخلاص في تأدية رسالته العلمية والتربوية ..
هو المعلم المعمّر المرحوم عبداللّه بن عمر بن أحمد بن عمران التميمي
من مواليد ١٨٩٠م بمنطقة دمون / تريم
تلقى تعليمه في المدارس الأهلية قديما وعلى يد والده المذكور أعلاه منذ طفولته وحافظا لكتابة اللّه .. رجلا ورعا يحب الخير و الناس والتعليم
المعلم عبداللّه ، رجل متواضع امتهن الزراعة منذ ريعان شبابه، حيث الزراعة في ذاك الزمان صعبة على السناوة بجهد شخصي وأحيانا يهتم بالنشرة ( الحيوانات) كما أنه يعلم الأولاد علوم القرآن الكريم والقراءة والكتابة كوالده مايقارب العشر سنوات في أوائل الخمسينيات من القرن الميلادي الماضى
سافر الى شرق أفريقيا (تنزانيا) وعاد إلى الوطن أواخر الخمسينيات ..
مكثرا من الطاعة والصلوات ومؤذنا بمسجد شهاب الدين بدمون ثم نائبا له إلى ان احتجب في بيته لفترة خمس سنوات قريبا..
كاتب هذه السطور تعلم في معلامته الحروف والحساب في حوش بيت العلامة علي بن محمد بن شهاب قبلي جرب مسجد شهاب الدين ونقضي الحاجة في سحوحة كعويلة (حمام) بجانب الجرب والحصــاء
التي يحرق فيها قشاطيره الكوميدي الجميل المرحوم أحمد مبارك بن محفوظ وحكاية أم الصبيان وسبب الذعر والخوف في ذاك الزمان عند المرورفي الموقع ونعمل ألف حساب من عند المراغه ونرفع الصارون ( فوطة) إلى الركب والجري بسرعة و شردة إلى عند سدة السيد محمد بن عبدالقادر بن شهاب( المقصورة) تسل ياقليبي شف الدنيامخلاه.. أينك يازمان الجميل.
أبوسالم ووالده الشيخ الكفيف خرجوا من بين الناس البسطاء ونوروا قلوبهم بالعلم وهم للحقيقة والتاريخ ليس مفخرة لجيلهم بل الأجيال اللأحقة .. عاش حياه بسيطة كغيره من جيله وحياتهم عنوان للكفاح والصبر وتحدى الصعاب ومواجة مشاكل الحياة .
رحم اللّه شيخنا عبداللّه توفي يوم الجمعة الساعة ١٢ ظهرا ٢٣ديسمبر ٢٠٠٥م.