ذكـريات Memories
كتب / عبد الرحمن باجري
الاثنين 4 نوفمبر 2024
ما إن تجلس وحيداً فريداً وأمام بحرٍ هادئ الأمواج حتى تجد نفسك مُرغَمَاً أمام موجٍ من الذكريات تُحدِّثُها وتُحدِّثك تُذكِّرها وتُذكِّرك بما صار وبما كان في سالفِ الأيامِ والأزمان .
فمَن مِنَّا ليست لديه أيام طفولة رائعة غاية في الجمال طفولةٍ مليئةٍ بالضحكاتِ والصيحات والمشاكسة تارةً والفوضى تارةً أخرى وما إن تذكر الطفولة حتى تذكر ذلك المسكن القديم الهادئ وتِلكَ الحارة ( الحافّة) وما فيها من جيران وأصحاب فإذا تذكَّرتَ الحارة لابُدَّ حينها وأن تتذكَّر المسجد وتلكَ ( السواري ) التي كُنا نردِّد بجانبها ما نحفظ وتلك اللحظات التي كُنا نتسابق فيها لكي نجلس بجانب الاستاذ و ( نُسَمِّع ) أوّلاً وكيف كُنَّا أوَّل ليلةٍ من رمضان نُهَروِل إلى صلاة التراويح ؟
هي مواقِف منها ( المُضحِك ) ومنها ( المُبكي ) مواقِف إذا ما تذكَّرتها سَالَت على خَدَّيكَ دَمعَة مواقِف منها ما نأخذ منه ( العِبرَة ) ومنها ما تأخذُكَ ( العَبرَة ) إذا ما تذكَّرتها ومنها ما نرميه على قارعة الطريق في هذه المواقِف هناك مَن كان إلى جانبك وهناك مَن خَذَلَك وسط الطريق .
هي ذكريات ولن تُمحَى من الذاكرة ، ومن المستحيل أن تتعرَّض للحذف أو ( الفَرمتة ).