الحكم الذاتي الحضرمي، ،، طموح ورؤية!!!
مقال لـ / م. لطفي بن سعدون الصيعري.
الجمعة 8 نوفمبر 2024م
كثر في الأونة الأخيرة، تناول مفهوم الحكم الذاتي لحضرموت في الإعلام الحضرمي، حيث دشن إعلاميي الحلف والجامع هذا التناول، وشاركهم كثير من النخب بين مؤيد ومعارض ومتهكم، في أعقاب بيان الحلف بناريخ(٢٧ إكتوبر ٢٠٢٤م)،الذي جعل من الحكم الذاتي احد مطالبه الرئيسية ، وشكل نقلة نوعية متقدمة في خطابي الحلف والجامع والعمل السياسي الحضرمي بشكل عام وقد طرحت فكرة الحكم الذاتي ايضا خلال المشاورات الاولى لمجلس حضرموت الوطني واعدت وثائق اولية بذلك من خلال ماتم صياغته من وثائق في الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية والاجتماعية والاعلامية ، كما انه قد طرحت كمطالبات من قبل المحافظ في اللقاء الموسع بحضور الرئيس الدكتور العليمي وأبدى موافقته على الإدارة الذاتية ولكن لم تتبعها اي قرأ رأت تنفيذية .
واليوم نلاحظ اهتماما غير عادي وضجة اعلامية وحراك مجتمعي وسياسي لتطبيق فكرة الحكم الذاتي لحضرموت يقوده الحلف والجامع، ولقيت تجاوبا واسعا وصدى كبيرا في إوساط النخب والشعب الحضرمي، وهذا يحسب ايجابيا للحلف والجامع، الذي التقط هذا الاستحقاق الحضرمي لينقله إلى أرض الواقع.
ولأن فكرة الحكم الذاتي لحضرموت، تعتبر خطوة كبيرة ومكسب حضرمي يحضى باجماع واسع، لذا فان الفكرة بحاجة إلى بلورة متكاملة، تحدد الاستحقاقات والاليات ومنظومة متكاملة للحكم، ويقدم بصورة متكاملة كمشروع قابل للتطبيق على الواقع العملي، ويكون وثيقة حقوقية وقانونية متكاملة للشعب الحضرمي، يسعى لتحقيقها على الواقع سواء كانت الان، وهذا هو الطموح ، او مستقبلا في حالة وجدت أية عراقيل حاليا. ولذا فإن على الحلف والجامع المبادر بهذه الخطوة الإبجابية، ان يقوم ببلورة المشروع بطريقة متكاملة من خلال تشكيل لجنة من ذوي الاختصاصات ، لإعداد هذا التصور، وتتبعها إقامة ورش عمل لمناقشة التصور المعد وإثرائه ، وبحيث تضمن مشاركة جميع الأطياف الحضرمية، وإعطاءهم فرصة لإبداء آرائهم، حتى تصبح في الأخير، وثيقة رسمية متكاملة لنظام الحكم الذاتي في حضرموت ، مجمع عليها من الشعب الحضرمي، بمختلف اطيافه ونخبه ومكوناته، ويصبح مرجعية ثابتة لحضرموت و تناضل لتحقيقها حاليا ومستقبلا ، كخطوة هامة اساسية ، على طريق إستقلال حضرموت الكامل.
ولتقريب الفكرة للشعب الحضرمي ونخبه، يعرف الحكم الذاتي ببساطة على أنّه حكم يُطلق على إقليم او منطقة جغرافية محددة من الدولة ، له خصوصيات يمتلكها متميزة عن البقية، وله القدرة على التسيير الذاتي لشؤونه في مختلف المجالات وتحديدا السياسية والمالية والإدارية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها، وليحصل على استقلاليته عن حكم الدولة المركزية، وعلى صلاحية تدبير وتسيير شؤونه بنفسه، والتي تشمل ايضا قدرته على انتخاب حاكم وسلطة محلية ومجلس نواب خاصٍ به، وإدارة الشعب شؤونه الذاتية في داخل أراضي الإقليم المستقلّ واستحقاقات هامة اخرى.
ويعتبر الحكم الذاتي حلًّا سياسيًا عمليًا في حالات الأقاليم التي تضمّ فيها شعوبًا أو أقليات بأصول وثقافات وإرث حضاري وتاريخ مستقل وخصوصيات متميزة ، كما هو حال حضرموت، مختلفة عن باقي أقاليم الدولة الأم، حيث يتمكن هذا الإقليم من الانفصال والقيام ككيان سياسي مستقلّ، بحكومة ذاتية. ومثال على ذلك إقليم كردستان بالعراق وكاتالونيا باسبانيا وكيوبك بكندا وغيرها.