المؤشرات الحاسمة

كتب / رشاد خميس الحمد
الجمعة 8 نوفمبر 2024

لقد أكدت المعطيات السياسية في الصراع الاقليمي الراهن على حاجة اللاعب الدولي مستقبلا للشرعية اليمنية من أجل تغيير المعادلات على الأرض ولتحجيم دور الحوثيين لذلك أتت أولى الجهود الأمريكية وبتنفيذ المعهد الديمقراطي لإنتشال الشرعية اليمنية في شقها السياسي وحتما سيتبع ذلك ترميم لشق العسكري وذلك لمواجهة صعبة وحاسمة من أجل إستعادة الدولة وصناعة واقع يتواكب مع كل المتغييرات على مستوى الاقليمي .
حقا لقد أعطت تلك اللوحة السياسية التي رسمتها الاحزاب والمكونات اليمنية من قلب العاصمة المؤقتة عدن مؤشرا ع حقيقيا على حجم تفريق اللاعب الدولي بين الشرعية المصطنعة المرحلية وبين الشرعية الحقيقة الصالحة لقيادة العملية السياسية وقيادة دفة الوطن لبر الأمان بعد أن تم تجريفها لغايات ضيقة مما تطلب إعادة ترميمها وتوحيد جبهتها السياسية الأمر الذي جعل كل دعاة الشرعية المصطنعة في حيرة من أمرهم وبانت عليهم حاله من التخبط والهذيان والصراخ الغير مبرر بل وصل الأمر بهم لمهاجمة كل الشخصيات الوطنية التي حضرت ذلك الاجتماع في بقعة جغرافية مسيطرين عليها ظاهريا وشكليا فقط وليس لهم إلا حق تنفيذ الاوامر ولو خالف ذلك رغباتهم.
إن النهج السياسي الذي ينتهجه أولئك المسيطرون على عدن الخالي من الواقعية السياسية والمعتمد على بيع الوهم والخيال السياسي الذي يتزامن مع ضعف الخطاب الاعلامي وعدم قدرتهم على صناعة وعي سياسي حقيقي لجماهيرهم يتواكب مع المراحل والتوجهات الدولية تسبب ذلك في فجوة كبيرة جدا بين توجهات القيادة من خلف الكواليس والمنطق الاعلامي السطحي الظاهري الأمر الذي جعل جماهيرهم تفقد ثقتها بهم حيث كانت الصورة واضحة وجلية من أمام أسوار تلك القاعة عندما كان الحضور باهتا.
من المؤسف حقا أن يطالب أولئك المتنعمون الفاشلون من الجماهير الجائعة والمنهكه ضرورة الحفاظ على تجربتهم الفاشلة ومشروعهم العقيم بعد تلك النتائج المخيفه والواقع المرير وإنتشار البؤس والحاجة والفاقة أما التبجح بكلمة الوطن فلن يكون لها قيمة قبل أن ترى الناس حياة كريمة وعيش بكرامة ووضع آمن ومستقر يكون الكل فيه سواسية في مواجهة ذلك الوضع المعيشي لافرق بين القيادة والشعب.
والحقيقة الراسخة أن المتغييرات القادمة في الأزمة اليمنية ستضع المجلس الانتقالي أمام مفترق طريقان لا ثالث لهما :فأما أن يتحلى بالواقعية السياسية كونه طرف شرعي ويتقارب مع كل المكونات الجنوبية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها ثم يتم بعد ذلك يتم تكوين جبهة سياسية عريضة ذات أسس واضحة داعمة نحو إستعادة الدولة اليمنية ومحتفظة بحق حل القضية الجنوبية في الإطار الوطني العادل أو الاستمرار في ذلك التخبط السياسي والتفرد وتنفيذ مايريد صانعيه بتالي سيتم استخدامه كورقة سياسية لتحقيق مآرب الأخرين وحتما سنرى بعد ذلك تكرارا لنموذج 1994م الخاسر حينها سيعضوا أناملهم ندما وحزنا ولات حين مندم ولن يرحمهم التاريخ أبدا .