اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

لن تبلغوا ما بلغ فرعون وقارون

لن تبلغوا ما بلغ فرعون وقارون

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاثنين 25 نوفمبر 2024

الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.

أحبتي، طفح الكيل، وما أكثر المقالات والكتّاب وكلنا نسير على نفس المسار في الحديث عن ويلات التعذيب والتنكيل والمعاناة. وللأمانة، هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ولكن عندما يطغى العقل وتعمى البصيرة بدنيا فانية وزائفة كما وصفها الصادقون مع الله، وشبهوها بالقمامة، فإن العبرة تضيع.

فسألوا أنفسكم: ما بلغ قارون من أموال؟ وما بلغ فرعون من ملك وجاه وسلطة؟ وكيف تماديا في الطغيان والتكبر، فأخذهما الله في لمح البصر إلى الهلاك، وجعلهما عبرة وآية.

يا من تولى أمرنا في هذه الأمة، أما تتعظون وتعتبرون؟ ونحن نتصفح مواقع التواصل ونرى ما يُتبادل فيها من اتهامات بين حكومة وسلطة وكيانات. الكل يتظاهر كأنه ملاك من السماء، بينما يستخدم معاناة الناس ومنغصات الحياة كأدوات لتحقيق مصالح وسياسات على حساب مجتمع بأكمله. كل طرف ينخر في الفساد، من توظيف الأقارب والمقربين، إلى تقاضي الرواتب بالعملة الأجنبية. أين الشفافية؟ بل أين العدالة؟ وكأن البلاد إرثٌ خاص لهؤلاء.

إن الشعب يدرك تمامًا ما يُمارس بحقه، ولكن العقلاء والحكماء يخشون اندلاع فتنة قد تأتي على الأخضر واليابس. والله إنكم مسؤولون أمام الله، يا من توليتم أمرنا دون اختيارنا، ولكنكم فرضتم أنفسكم لتحقيق مصالحكم عبرنا.

تذكروا ما أقول، وكم مرة كتبنا وناشدنا لعلكم تعودون إلى رشدكم. لقد أصبح الشعب يعتمد على الصدقات والمساعدات، بينما يمتلك ما لا تمتلكه دول الجوار وكثير من دول العالم. ولكن بسبب الانتماءات الحزبية والطائفية والنعرات التي تُغذّى من هنا وهناك، نُهبت ثرواتنا وخيراتنا. حتى أصبحت قراراتنا بيد غيرنا، وأصبح الشعب يُذبح من الوريد إلى الوريد.

أقول كلمة لمن يصيح ليلًا ونهارًا على مواقع التواصل وفي القروبات طالبًا الخلاص من هذا الوضع الكارثي:

افيقوا! كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هُجرا. وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. زادت المفاسد، وهذا ما يُحاك ويُدبر لنا. عليكم بالرجوع إلى الله، واستغلال أوقات السحر للدعاء، بدلًا من الانشغال بالشاشات والقنوات ومواقع الإنترنت وجلسات شجرة القات التي دمرت مجتمعنا.

عودوا قبل فوات الأوان. هل من معتبر، حاكمًا كان أو محكومًا؟

كلمات من قلب محب يعتصره الألم لما نتابعه على مواقع التواصل. نسأل الله أن يصلحنا جميعًا ويردنا إلى ديننا ردًا جميلًا.

إغلاق