أنقذوا التعليم في حضرموت: صرخة في وجه التجهيل المتعمد
كتب / اكرم التميمي
الاثنين 2 ديسمبر 2024
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف باليمن، يعاني المعلمون في حضرموت من أوضاع معيشية قاسية تهدد كرامتهم ومستقبل التعليم في المنطقة. تأخر صرف الرواتب وانخفاض قيمتها نتيجة التضخم الاقتصادي والانهيار المستمر للريال اليمني جعل رواتب بعض المعلمين تعادل بالكاد 100 ريال سعودي، وهو مبلغ لا يغطي أبسط احتياجات الحياة اليومية.
كيف يمكن أن تستقيم العملية التعليمية إذا كان عمودها الفقري – المعلم – يعيش في هذا الوضع المزري؟ كيف يُمكن لمعلمٍ أن يزرع القيم والمعرفة في عقول الأجيال القادمة وهو يواجه الإهانة والتهميش؟ أين الحكومة من هذه الكارثة؟ أين دور المجتمع والعقلاء؟
جميع الموظفين يعانون من ضعف الرواتب وتأخر صرفها، لكن معاناة المعلم تفوق كل تصور، لأنه يتحمل مسؤولية عظيمة في بناء عقول الأجيال. لا يمكن الحديث عن تنمية حضرموت ولا عن مستقبل أفضل للأجيال القادمة دون معالجة جذرية لهذه المشكلة.
إن إنقاذ التعليم يبدأ بإنصاف المعلم، على الأقل بتوفير راتب يوازي ما يتقاضاه العسكري. فهذا أقل ما يمكن تقديمه لشخصٍ يحمل على عاتقه مسؤولية بناء العقول. بل إن المعلم يستحق أكثر من ذلك، لأنه يُربي الأجيال ويؤسس لنهضة المجتمعات.
استمرار سياسة التجهيل الممنهجة التي تستهدف التعليم والمعلم ستقودنا إلى كارثة مجتمعية كبرى خلال أقل من عشر سنوات. حينها، لن نجد سوى جيل ضائع، بلا تعليم حقيقي، وبلا وعي قادر على مواجهة التحديات.
يا أهل الحل والعقد، يا أصحاب القرار، ويا كل من يستطيع المساعدة، هذه صرخة استغاثة من أجل التعليم في حضرموت. أعيدوا للمعلم هيبته ومكانته، فهو مفتاح النهضة وأساس التغيير.