الصحفية هند العمودي: صوت حر في مواجهة الفساد.. تحقيقات النيابة تكشف تحديات الإعلاميين في بلد يعاني من الفساد
تقرير/جميل مختار
مثلت يوم أمس الخميس الصحفية هند العمودي، نائبة رئيس نقابة الإعلاميين الجنوبيين، أمام النيابة العامة في محافظة لحج.
هذا الاستدعاء جاء على خلفية مقال جريء نشرته العمودي، انتقدت فيه الفساد المرتبط بجبايات النقل غير القانونية في المحافظة، وهو ما أثار ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية والحقوقية، حيث يُنظر إليه كجزء من سلسلة الضغوط المتزايدة على الصحفيين وأصحاب الكلمة الحرة في البلاد.
وفي مقالها الذي أثار الجدل، سلطت العمودي الضوء على فرض جبايات تحت مسمى “سندات النقل” على السائقين وأصحاب وسائل النقل في محافظة لحج، رغم عدم وجود مكتب نقل رسمي يدير أو ينظم هذا القطاع.
وأشارت العمودي إلى أن هذا الواقع يفتح المجال لاستغلال المواطنين في ظل غياب الرقابة والمساءلة، متسائلة عن الجهة المسؤولة عن تحصيل هذه الأموال وكيف تُستخدم.
وتطرق المقال أيضًا إلى سكوت السلطة المحلية، مما يعزز الشكوك حول احتمال وجود تواطؤ أو استفادة بعض المسؤولين من هذه الأموال غير القانونية. وطالبت العمودي في مقالها بتحرك عاجل لمحاسبة المتورطين وإعادة الأمور إلى نصابها، داعية إلى الشفافية في إدارة موارد المحافظة.
مسيرة إعلامية تتحدى الفساد
تعد هند العمودي من أبرز الأصوات الإعلامية والنضالية في الجنوب. عُرفت بشجاعتها في تناول القضايا الشائكة، خاصة تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
ورغم مسيرتها المهنية المليئة بالإنجازات، تعرضت العمودي لاستدعاء النيابة في خطوة يعتبرها مراقبون محاولة لتكميم الأفواه وإسكات الأصوات التي تفضح الفساد المتفشي في البلاد.
الفساد يزدهر.. والصحافة تُقمع
أصبح استهداف الصحفيين أمرًا شائعًا في بلدٍ تغيب فيه المحاسبة للمسؤولين الفاسدين. في الوقت الذي يُفترض أن تعمل النيابة العامة على ملاحقة الفساد، تُوجه سهامها نحو الصحفيين الذين يسعون إلى كشف الحقيقة.
هذه الممارسات تعكس واقعًا مؤلمًا يواجه فيه الإعلاميون التضييق والقمع، بينما يبقى الفاسدون بعيدين عن المساءلة، مما يكرس مناخ الإفلات من العقاب.
تضامن واسع مع الصحفية هند العمودي
أثار استدعاء هند العمودي تضامنًا واسعًا من قبل زملائها في الإعلام وناشطين حقوقيين، مؤكدين أن استهدافها هو استهداف لحرية التعبير بشكل عام.
ويؤكد الإعلاميون أن الوقوف مع هند ليس مجرد دعم فردي، بل هو تأكيد على أن حرية الصحافة تمثل خط الدفاع الأول ضد الفساد والاستبداد.
الرسالة الأهم: لن تُسكتوا الكلمة الحرة
تظل قضية هند العمودي رمزًا للنضال الإعلامي ضد الظلم والفساد. ومع تزايد الضغوط، يبرز الإعلام الحر كصوت لا يمكن إسكاته في مواجهة من يسعون لإبقاء البلاد رهينة الفساد.