ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

تاريخ ظهور الحوثيين : الأسباب والدوافع للصراع

تاريخ ظهور الحوثيين : الأسباب والدوافع للصراع

بقلم / خالد الصيعري
السبت 7 ديسمبر2024

تعتبر جماعة الحوثيين، المعروفة أيضًا باسم أنصار الله، من أبرز المجموعات المسلحة في اليمن. وقد شهدت البلاد صراعًا مديدًا منذ بداية ظهور هذه الجماعة في أوائل التسعينيات.

تأسست جماعة الحوثيين في البداية كحركة ثقافية ودينية في محافظة صعدة شمال اليمن في أواخر الثمانينيات، تحت قيادة حسين بدر الدين الحوثي. كانت الحركة تهدف إلى تعزيز الهوية الزيدية في مواجهة التحديات السنية، خصوصًا بعد توحيد اليمن في عام 1990.

وتجلى الانقسام الطائفي في اليمن بين الزيديين، الذين يمثلون جزءًا من الشيعة، والسنة. هذا الانقسام كان له دور كبير في تعزيز الهوية الحوثية وزيادة شعبيتها في المناطق الشمالية.

حيث عانت المناطق الشمالية، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيون، من تهميش سياسي واقتصادي. كان هناك شعور بأن الحكومة المركزية في صنعاء لا تلبي احتياجاتهم، مما زاد من استياء السكان.

تسرب الفساد وسوء الإدارة إلى جميع مستويات الحكومة اليمنية، أثر سلبًا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الشمالية. هذا الأمر عمق الفجوة بين الحوثيين والدولة.

وتسعى جماعة الحوثيين إلى تعزيز الهوية الزيدية ورفض الهيمنة السنية. هذا الدافع الإيديولوجي لعب دورًا كبيرًا في تجنيد الأفراد ودعم الحركة.

استخدم الحوثيون خطاب مقاومة التدخل الأجنبي، خاصة التدخل الأمريكي والسعودي في الشؤون اليمنية. هذا الخطاب ساهم في تعزيز شعبيتهم وزيادة الدعم الشعبي لهم.

ومن العام 2004 إلى 2010، خاض الحوثيون ست حروب ضد القوات الحكومية. هذه الحروب كانت نتيجة مباشرة للتوترات القائمة، ونتيجة لتصاعد العنف في المنطقة.

وأدى الربيع العربي في 2011 إلى تفاقم الأوضاع في اليمن. استغل الحوثيون هذه الفرصة لتعزيز نفوذهم، حيث قدموا أنفسهم كمدافعين عن حقوق المواطنين ضد النظام الفاسد.

وتلقى الحوثيون دعمًا من إيران، مما زاد من قلق الدول العربية، وخاصة السعودية. اعتبرت السعودية أن الحوثيين يمثلون تهديدًا للأمن الإقليمي، مما أدى إلى تدخلها العسكري في عام 2015.

وتشكيل تحالفات مع دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، ساهم في تصعيد الصراع. كما أن دعم الحوثيين من قبل بعض الفصائل الإقليمية زاد من تعقيد المشهد.

الذي أدى الصراع إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. الملايين من اليمنيين يعانون من الجوع والمرض، بينما تدهورت البنية التحتية بشكل كبير.

ونتج عن الصراع نزوح داخلي وخارجي كبير، حيث يبحث الكثيرون عن ملاذ آمن في دول الجوار أو في مناطق أكثر أمانًا داخل اليمن.

ويظل الصراع في اليمن معقدًا ومتعدد الأبعاد، حيث يتداخل التاريخ والهوية والدوافع الإيديولوجية مع التدخلات الإقليمية والدولية. لفهم الوضع الراهن، من الضروري النظر في جذور الصراع وتاريخ ظهور الحوثيين. إن مستقبل اليمن يعتمد بشكل كبير على الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي لتحقيق السلام المستدام.

إغلاق