الإعلام العسكري والتوجيه المعنوي.. حدان لسلاحٍ واحد
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : مساعد أول/ أحمد عبدالله الجعيدي – المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية
8 ديسمبر 2024
يخلط الكثير -سواء من ذوي الاختصاص العسكري أو الإعلامي- بين الإعلام العسكري والتوجيه المعنوي، لما يكمن بينهما من ترابط قوي، والذي قد ينسيهم الاختلاف الواضح بينهما من حيث الأهداف والوظائف الأساسية.
فالإعلام العسكري؛ يهدف بشكل رئيسِ إلى توفير المعلومات ونشر الأخبار المتعلقة بالقوات المسلحة والعمليات العسكرية للجمهور الداخلي والخارجي. بينما يهدف التوجيه المعنوي العسكري؛ إلى تعزيز الروح المعنوية والإعداد النفسي والذهني لأفراد القوات المسلحة.
ولعل من أبرز وظائف الإعلام العسكري؛ هي إيصال الرسائل الرسمية حول النجاحات العسكرية أو التحديات للجمهور، وكسب دعمهم داخلياً وخارجياً، كذلك مواجهة الحملات الإعلامية المعادية، من خلال نشر الحقائق أو نفي الشائعات. بينما تكمن وظائف التوجيه المعنوي العسكري؛ في رفع معنويات الجنود والحفاظ على جاهزيتهم النفسية والقتالية، وتعزيز القيم الوطنية والانتماء لديهم، كذلك توفير الدعم النفسي لمواجهة ضغوط القتال، وتدريب الأفراد على مواجهة الدعاية المعادية، إضافة إلى معالجة التأثيرات السلبية مثل الإحباط أو الخوف أو الشائعات.
ومن هنا يمكننا تحديد الجمهور المستهدف للإعلام العسكري، والذي يستهدف بشكل أساسي الرأي العام الداخلي والخارجي، عبر إقناع وسائل الإعلام المختلفة، ومنظمات المجتمع المحلي والدولي، بما يريده أن يصل ويذاع. فيما يبقى الجمهور المستهدف للتوجيه المعنوي منحصراً على منتسبي القوات المسلحة.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف؛ فإن الإعلام العسكري والتوجيه المعنوي يكملان بعضهما البعض، فالإعلام العسكري الناجح قد يساعد التوجيه المعنوي في تأدية وظائفه بالشكل الأمثل، فهو يعزز الروح المعنوية لدى العامة، ومن بينهم منتسبي القوات المسلحة، كذلك التوجيه المعنوي القوي يمكن أن يجعل الرسائل الإعلامية للإعلام العسكري أكثر مصداقية وتأثيراً.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط