بين الأجر والإثم .. كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا؟
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : قاسم العمري
9 ديسمبر 2024
مع تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، أصبح من الصعب تجاهل تأثيرها الكبير على سلوكنا ومواقفنا. هذه المنصات، التي تمنحنا فرصًا لا حصر لها للتفاعل مع العالم، قد تكون سلاحاا ذا حدين. فكما أن لها فوائد عظيمة، فإنها قد تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على مستوى الأجر والإثم.
بمعنى الحديث .يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سنَّ سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ سنةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة”..
ويبرز هذا الحديث الشريف جانبا مهما في استخدام وسائل الاتصال الحديثة. فكل فرد منا، عند نشره للمحتوى، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، يشارك في صنع سنة حسنة أو سيئة. وبذلك، فإن الأجر أو الإثم الذي يتراكم يعود ليس فقط على الشخص الذي نشر المحتوى، ولكن أيضًا على كل من ساهم في نشره أو التفاعل معه..
إذا كانت مواقع التواصل توفر فرصة لنشر المعرفة المفيدة، والتقارب بين الناس، وتبادل الخبرات الجيدة، فإن نشر مقاطع أو محتوى سلبي قد يكون له عواقب وخيمة. فقد يتسبب نشر مقاطع سيئة أو أخبار كاذبة في نشر الفتن وتدمير العلاقات بين الأفراد والمجتمعات، مما يؤدي إلى تكبد الإثم والوزر.
من خلال هذا، يتحمل كل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية نشر ما هو نافع ومفيد. فكل كلمة أو صورة نشاركها في هذه الشبكات تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على محيطنا. ولذا، من الواجب علينا أن نتحلى بالحذر، ونسعى إلى أن نكون قدوة حسنة في استخدام هذه الوسائل الحديثة، وأن نتذكر دائما أن الأجر بقدر النية الصافية، وأن الإثم بقدر التصرفات السلبية التي قد تضر الآخرين..
في النهاية، إن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد أداة للتسلية أو الترفيه، بل هي منصة يمكن أن تسهم في بناء المجتمعات أو تدميرها. ولذلك، يجب علينا أن نكون واعين جداً في كيفية استخدامها، وأن نحرص على نشر المحتوى الذي يعود بالفائدة لنا ولغيرنا، تحقيقا للأجر، وتجنبًا للإثم والإضرار بالآخرين..
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط