حضرموت والتحديات الراهنة
كتب / سالم صلاح مدفع
10/ديسمبر/2024م
في المعترك السياسي الراهن والمتغيرات التي تشهدها الساحة اليمنية على الوجه العام، فإن محافظة حضرموت والتي تمثل الركيزة الأساسية للسلام في عموم الوطن والمحافظات المحررة والتي تمثل حاضنة لمختلف القوى والتيارات السياسية والحزبية بتنوع مشارب أبناءها وإرثها الثقافي، هذه المحافظة التي تمثل الدولة بمدنيتها وسلمية أبناءها المتطلعة الى دولة المساواة والعدالة القانونية والاجتماعية، كركن أساسي لبناء الوطن المنشود والذي يحظى فيه الجميع بتكافئ الفرص.
إن ما ينشده الحضارم أن تكون حضرموت لكل أبنائها، وتحقق جميع تطلعاتهم في الغد المنتظر، ولا تكون مجرد حصان طروادة لمجموعة او كيان او فئة او طبقة، تستأثر بالقرار وتتولى زمام الامور في إدارة شؤون المحافظة وتوجه السياسات العامة للحضارم في التطلع لمستقبلهم.
إن المتتبع لمسار البعض من تلك التيارات والتي تمارس الوصاية على الشعب الحضرمي، ويغيب عنها مبدأ الشراكة المجتمعية في إدارة تحركاتها وفي كل خطواتها، والتي لم يتحقق منها شي يذكر حتى الآن، وربما ذلك راجع للغياب الفعلي للمجتمع المدني في مناصرة ذلك التيار والذي لا يمثل حضرموت بكل تنوعها؛ مما يدل وعي تام وربما فاق التوقعات للمتحركين على الارض، وذلك من خلال عدم الوقوف خلف مكونات تدعي حرصها على حضرموت وهي بالأساس تمارس الإقصاء المجتمعي في هيئاتها وهي لازالت خارج السلطة الفعلية بالمحافظة.!! فكيف بها اذا حدث بالمستقبل تغيرات جوهرية في تركيبة المشهد ؟!.
إن التجاهل المستمر للمجتمع للتحركات الحالية، بالإضافة لمحاولات الداعين للتحرك للقفز الى الأمام بترسيخ قواعد ومفاهيم جديدة تتحدث عن الإدارة الذاتية للمحافظة في مرحلة تغيب فيها العدالة المجتمعية ماهي الا مناورة لحلحة الوضع مع القيادة العليا للدولة، ومحاولة لخلق وترسيخ واقع لا تقبله مدنية حضرموت، ولا يقبله التنوع الثقافي والانتماءات والمشارب المتنوعة الحضارم.
فحضرموت لجميع ابنائها ولا يتحقق ذلك الا بمشاركة الجميع وتحقيق العدالة الاجتماعية.