ما بين دمشق وصنعاء.
كتب / رشاد خميس الحمد
الجمعة 13 ديسمبر 2024
من الواضح أن ما بعد السابع من أكتوبر لن يكون مثلما قبله فالشرق الأوسط مستمر بالتغير وشكل المنطقة الجيو سياسي يتبدل وكل ذلك سيتبعه مرحلة
إستقرار حتمية بعد دورات نزاع مهلكه أمام ذلك المشهد المحتدم تتساقط أذرع المحور الايراني واحد تلو والاخر فبعد تقزيم حزب الله هلك الطاغية بشار الاسد ثم رحل إلى الأبد والدور قادم على البقية بعد أن أبدت طهران رغباتها في التموضع حول نفسها ودخول جحور الصبر الاستراتيجي خصوصا مع إقتراب ولاية ترامب فصمت المشروع الملالي اليوم يعود إلى خوفه على برنامجه النووي ..
وفي خضم ذلك المشهد المحتدم يرواد مخيلة اليمنيين مصير أزمتهم المعقدة بعد أن هلكت كواهلهم تلك الحرب الظالمة والظروف الصعبة منتظريين لحظة الخلاص من تلك الذراع الملالية وإستنساخ ما حدث في دمشق وماحدث في ضاحية بيروت .
حقا إن المتتبع والمراقب للمشهد اليمني يدرك أن ثمة فرق بين تلك الاذرع من حيث مدى إعتمادها على طهران حيث يبدو أن الحوثيين يتميزون عن بقية المواليين لطهران في أنهم ليسوا منغمسين بشكل كليا أي لديهم جانب من المساحة يتحركوا فيها مما جعلهم يمتلكون قدرة على بناء قوتهم الذاتية وإيجاد المناورة السياسية مع تميزهم في فارق القوة العسكرية الذي لايقارن إطلاقا مع نظرائهم الطرف المناوئ لهم.
أما على الضفة الأخرى في جانب الحكومة المعترف بها دوليا فواضح جدا ذلك التشتت والتشجرذم الذي يعتري معسكرها إلى جانب الضعف الذي يعاني منه مجلس القيادة المقسوم أصلا مابين الرياض وأبوظبي لذلك يتوجب على التحالف قبل كل شي أن ينهي إنقسامه العبثي وعلى كل عاصمة أن توجه أتباعها بضرورة التقارب الوطني وتوحيد الصف الجمهوري ومن وثم على الشرعية والحكومة اليمنية أن تعالج أخطائها وتشكل قيادة عسكرية موحدة مع توجه سياسي موحد مع واجب المطالبة من الطرف الدولي بتوفير الدعم العسكري وإعادة توازن القوة أما الاستمرار في ذلك الانتظار المهين والتفرغ إلى خلافات طفيلية بينهم ومجلس الوزراء وخوض معارك جانبية بعيدا عن الهدف تعد أخطاء فادحه ستقوي حكومة صنعاء وتجعل أحلام اليمنين بتزقيم الحوثيين أقرب للوهم منه للحقيقة ….
و المؤسف حقا أن المشهد اليمني يشهد حراكا دبلوماسيا على مستوى عال تقوده الشقيقة الكبرى من أجل تفعيل خارطة الطريق الاممية وإنجاز سلام مع حكومة صنعاء من اجل الرياض لمغادرة الوطن اليمني ولو بسلام منقوصا وليس سلاما عادلا يراعي مصالح اليمنين وغاياتهم لذلك سيظل إحتمال عودة الحرب وارد لامفر منها للخلاص من الذراع الايرانيية باليمن .
لكل ذلك يبقى السؤال الأهم متى يمتلك اليمانيون أحفاد الزبيري زمام المبادرة الذاتية ويفأجون العالم بضربة قاسية قاتلة للذراع الايرانيية مثلما فعل أبطال دمشق ويصنعوا نصرهم المنتظر وحلمهم المنشودة بعودة دولة المؤسسات من العاصمة صنعاء بعد توحيد الجهود وتضميد الجراح الشرعي قل عسى أن يكونا قريبا …وإن غدا لناظره قريب.