ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الجميع يطالب الجميع

الجميع يطالب الجميع

مقال لـ / أشرف قطمير
الجمعة 13 ديسمبر 2024

في كل عام، ومع اقتراب شهر ديسمبر، تبدأ الضغوط الاقتصادية بالتزايد كما لو أنها عدّاد لا يرحم، الجميع يطالب الجميع! أصحاب المحلات يواجهون موجة من المطالبات المالية لسداد مستحقاتهم، بينما يطاردهم الدائنون لتحصيل ما تبقى لهم قبل إغلاق السنة المالية. ولكن، على الجانب الآخر، تجد أن الركود الاقتصادي يكبل أيدي الناس عن الشراء، فتتحول المحلات إلى عبء إضافي على أصحابها، إذ يصبح عليهم تسديد الإيجارات ورواتب الموظفين من جيوبهم أو من فتات ما يبيعونه بأدنى الأرباح، على أمل أن يأتي يوم التعويض الذي لا يبدو قريبًا.

لكن اليوم، لم تعد دول التعويض موجودة، بل تجد أن حتى البنوك، التي كانت تقدم التمويل للأفراد بمغريات كثيرة، باتت تروج لعروض مفزعة، تقول للناس: إذا توفيت، يسقط الدين! فيصبح الموت، بالنسبة للبعض، أشبه بخلاص رحيم من ثقل المطالبات وأعباء الحياة المتزايدة. حتى أن الإنسان بات يفرح لمجرد فكرة الراحة من كلمة “هات” التي تطارده كظل لا يفارقه. إنها معضلة اقتصادية باتت تضرب جذور المجتمع، تجعل الجميع يدورون في دوامة من اليأس، بين مطالب الدائنين وأحلام الراحة المفقودة.

إغلاق