ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

طلاب اليوم بناة المستقبل يتسولون النقل على قارعة الطريق.

طلاب اليوم بناة المستقبل يتسولون النقل على قارعة الطريق.

كتب / صالح عواض
الاثنين 16 ديسمبر 2024

لم تمر على هذا الشعب ظروف أقسى من الظروف التي يعيشها اليوم .أولويات كثيرة في حياتنا ولكننا مضطرون إلى نأخذ الأولى منها. أساسيات كثيرة أصبحت ضمن كماليات الحياة ويوماً بعد يوم تنكمش تلك الأساسيات عند كثير من الناس حتى إن البعض أصبح لايفكر إلا أنه كيف يبقى على قيد الحياة هو ومن يعول ..
من تلك الأساسيات التي بدأ الكثير من الناس يتخلون عنها التعليم في ظل يأس من المستقبل، ونفق مظلم في هذا المجال، وصعوبة النفقات على أبنائنا وبناتنا في التعليم الجامعي أو الفني خاصة إذا كان يتطلب الإنتقال إلى خارج المدينة، فلربما يحتاج الطالب شهريا في مواصلاته وإقامته وتغذيته إلى أكثر من نصف راتب الموظف .فكيف إذا كان لديك أكثر من طالب أو طالبة .
أبناؤنا الطلاب من مدن وادي حضرموت وهم يتنقلون يومياّ إلى جامعاتهم ومعاهدهم التي تقع معظمها في عاصمة الوادي مدينة سيؤن تزداد معاناتهم اليومية يوماّ بعد يوم في ظل تجاهل السلطة والمجتمع لهم .فنجد أعداداّ كبيرة من طلابنا الجامعيين والفنيين منذ الصباح الباكر يتسولون النقل يومياّ على قارعة الطريق ينتظرون من يشفق عليهم ويتكرم بنقلهم ولو فوق متاع أو على معدات ثقيلة فقد تمر عليهم عشرات الدقائق وهم في انتظار مذل ومحرج ،فيصلون إلى جامعاتهم وقاعاتهم بعد رحلة طويلة، وتنقل من مركبة إلى مركبة فيصلون إلى أبواب القاعات متأخرين وربما وبكل بساطة تقفل في وجوههم تلك الأبواب ويحرمون من دخولها لتأخرهم بضع دقائق عن الوقت ويعودون مكسوري الخاطر مرة أخرى لبدء رحلة العودة المماثلة .عدة رسائل نوجهها بحق هؤلاء :
الرسالة الأولى إلى السلطة المحلية بالوادي أعيدوا دعم مواصلات الطلاب التي كانت تقدم لهم في فترة سابقة وتخفف عنهم الكثير من المتاعب والمشقة .
الرسالة الثانية إلى شركات النفط والمؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية المحلية والخارجية التفتوا إلى هؤلاء وخففوا عنهم شيئا من الأعباء فإلى جانب دعمكم للبنية التحتية للتعليم اهتموا بالطالب لأنه محورها الرئيسي .
الرسالة الثالثة إلى الأساتذة والدكاترة في تلك الجامعات والمعاهد ارفقوا بالطلاب المتأخرين والتمسوا لهم العذر عند التأخير خاصة أولئك القادمين من خارج المدينة .
الرسالة الرابعة إلى كل من رزقه الله بوسيلة نقل ولديه الفسحة والمجال تصدق على هؤلاء بنقلهم معك فإنهم لا يضرونك شيئا.
الرسالة الخامسة إلى السلطات المحلية في المديريات ورؤساء الجامعات ومدراء المعاهد لماذا لا تكون هناك فروع أو قاعات لكلياتكم ومعاهدكم في المدن الكبرى التي يتدفق منها أعداداّ كبيرةّ من الطلاب في تخصصات معينة تسمح بفتح قاعات أو معاهد مستقلة لهم في مدنهم ومديرياتهم فنقل اثنين أو ثلاثة من المحاضرين يوميا أسهل من هذا الماراثون الطويل للطلاب .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الانفاق على طالب العلم أو كفالته ومساعدته سبب من أسباب الرزق والبركة .

إغلاق