ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

أسرى الأوهام وضحايا الإنحياز”

أسرى الأوهام وضحايا الإنحياز”

كتب / عبدالرحمن عارف قروان.
الخميس 19 ديسمبر 2024

إن من أعظم المشكلات التي تواجه الإنسان في مجتمعات غطى فيها قناع الوهم وجه الحقيقة هي القدرة على إقناع الشخص بما يجري من حوله من عبثية وفساد تلك الاسماء التي تتردد في المجالس وتتصدر المشاهد واعتادت الظهور بزي المخلّصين أسماء لم تصنع إنجازاً يحتفى به ولا سعت يوماً لتحقيق وعود أطلقتها.
تملئ الأفواه بالحديث عن أمانة خانت أصولها ووعود أحنثت بها ومبادئ لم تسلم من التدنيس والتزييف.

ترى البعض يصر على رفض الاستماع إلى صوت الحقيقة حتى وإن كانت واضحة كسطوع الشمس في وضح النهار إذ جبلوا على تصديق أوهام اعتبروها مسلّمات. كأنك تحاول اقتلاعهم من عقيدة راسخة أو تجادلهم في نص مقدّس لا يقبل النقض بل أنهم يرون مجرد التساؤل عنه عصياناً يستحق العقاب.
وهنا نقف على حافة الدهشه عن مدى استطاعة الانحياز المعرفي أن يسلب هؤلاء قدرتهم على التفكير الحر وكيف استدرجوا إلى حالة من التبعية الفكرية التي تحولت إلى يقين مموه بالوهم !

إنه لمن الخطأ أن نتعجب من هذا المشهد فالمجتمعات طالما ألفت حب أولئك الذين يخدرونها بجرعات من وعود براقة وأحلام زائفة تنسيها مرارة الواقع وتبعدها عن مواجهة الحقيقة ذلك أن الحقيقة في نظرها كجلّاد عنيف يجبرها على التخلي عن الأمل المزيف الذي اعتادت دفئه وكلما زادت المسافة بين المجتمع وبين الحقيقة اتسعت الهوة التي يظنها فجوة أمان.

هكذا يصبح المجتمع رهينة أوهامه أسيراً لتلك المسافة التي تفصله عن ضوء الحقيقة معتاداً على حب جلّاده الحقيقي الذي يطعمه الوهم وكارها لكل من يحاول إيقاظه من غفوته تلك وما أشد البلاء حين تتحول الكراهية نحو حامل الشعلة لا نحو الظلام الذي يغرقون فيه.

إغلاق