ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

السيكولوجية الحضرمية

السيكولوجية الحضرمية

كتب / سالم صلاح مدفع
20/ديسمبر/2024م

عندما نتحدث عن الانسان الحضرمي، فإن الصفات الشخصية المحمودة كالأمانة والصدق هي ما تبرز كصورة حاضرة في أذهان الآخرين.
الأنسان الحضرمي الصادق الأمين في شخصه وعمله والذي يتفانى في التضحية والأقدام في سبيل الإنجاز وتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها سوى كانت على المستوى الشخصي او المستوى المحلي او كان ذلك على الصعيد العام، تجد الدور الكبير الذي يستطيع الحضارم البناء عليه والعمل على تحقيقه، حتى نالوا بذلك اعجاب الآخرين واشادتهم وحققوا مالم يحققوه في موطنهم الأصل، بل على العكس تماماً فإن الحضرمي خارج جغرافيته ناجح أكان في الداخل اليمني او كان في الخارج.
إن العوامل التي يحقق من خلالها الحضارم النجاح خارج جغرافيتهم الجيوسياسية بارزة للعيان ولا يستطيع أحد أن يزايد عليها، فهي واقع مرسوم يتلاشى كلما كان الدور والعمل في الاطار الجغرافي لحضرموت المحافظة الأكبر في الجمهورية اليمنية.
إن ما يجعل الحضرمي محدود التأثير في جغرافيته هي السيكولوجية الحضرمية التي ترحب بالغريب وتحارب إبن الجغرافيا ولا تساعد على رسم الصورة الحقيقية لتلكم الشخصية.
فالحضارم نرجسيين في التعامل مع الحضارم فقط، وتجدهم في المقابل براغماتيين مع الغير ويقدموا الكثير من المرونة في التعامل والتفاهم والإلتقاء في قواسم مشتركة وعلى إدارة الملفات الرئيسية التي تهم حضرموت بالدرجة الأساسية.
إن ما يميز الحضارم خارج جغرافيتهم المعهودة يكاد يكون منعدم او في حدوده الدنيا، بالتالي تجدهم يتسابقون في الإطاحة بالآخر وتقديم صورة نمطية فقط عن الحضارم، مع انتشار وترسيخ النزعة الجاهلية، فمكوناتهم مكونات فئوية او طبقية ولا تمثل الحضارم ككل. يقابلها إمعان في العمل على إضفاء شرعية مكونات محصورة في قوقعة الجاهلية ولا تغادرها الى الحداثة والمدنية.
لهذا تجد الحضارم مع المكونات او الأحزاب التي تمثل اليمن او الجناح الجنوبي ناجحين ويحققوا الأهداف التي تتطلع اليها مكوناتهم وأحزابهم.
بينما في حضرموت ستجد العقول والمواهب والأفكار التي تحقق التطلعات ولكن لا تجد الحضرمي الذي يؤيد او يدفع بأخيه الحضرمي ليتصدر المشهد، لأسباب وعوامل سيكولوجية متعلقة بالفئة او الطبقة. لهذا إذا رأيت الحضرمي يفضل الغريب او كانت ميوله لدولة اتحادية او دولة جنوبية، فلا تستغرب الأمر؛ فغياب العدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص يحتم على الحضارم تغيير البوصلة والتوجه إما شمالاً او جنوباً.

إغلاق