تهريب الثروة الحيوانية الحضرمية
كتب / أ . د . خالد سالم باوزير
الثلاثاء 31 ديسمبر 2024
كنا في نقاش مع زملاء عما يجري في البلد من غلاء المعيشه والأسعار وخاصة الاسماك واللحوم ، بالنسبة للأسماك وصل كيلو الثمد الطازج إلى سبعة ألف ريال وهو يشكل مع الرز الوجبة الأساسية للمواطن في مدن ساحل حضرموت وحتى في الوادي والقرى الريفية ….
المواطن صاحب الأسرة المتوسطة لو اشترى في اليوم كيلو في الشهر ستصل تكلفته إلى مائتي ألف وعشرة ، ولو قلنا إن الإسرة صغيرة تحتاج لشراء نص كيلو سيتحمل الأب مائة وخمسة ألف ، راتب الموظف غالبا لا يتجاوز 200 ريال سعودي يجعله للصيد فقط ويصوم ، هذا الراتب الذي لم يتحرك ولو قليلا منذ 2015..
الانسان يحتاج لشراء لحوم الاغنام او غيرها ، لكن عندنا جعلناها مؤجلة ، وقد عرفنا مؤخرا من أصحاب المحلات والملاحم المنتشرة في مدن الساحل المكلا وغيرها أن أسعار الأغنام قد ارتفعت بأرقام غير معقولة ، وبدافع المعرفة قمنا بجولة في بعض الملاحم بحي فوه و سألنا اصحابها عن الأسعار ، واكتشفنا وجود كارثة اقتصادية ..
أخبرونا أن الأغنام ارتفعت أسعارها لأن المورد لايقبل البيع إلا بالريال السعودي وهذا الامر وضعنا في مازق عند البيع للزبائن ومن أراد أن يشتري منا ، وأخبرونا كذلك أن أعداد الأغنام القادمة من قري ووديان حضرموت و الهضاب الجبلية والمزارع قلت بشكل كبير لأن هناك تجار يشترون مئات الرؤوس من الاغنام ويصدرونها إلى خارج المحافظة وخاصة الدول المجاورة ..
تباع الأغنام بأسعار قد تصل إلى سبعمائة ريال سعودي تقريبا ، وهذا يعد استنزافا للثروة الحيوانية ، وتلحق ضررا بالاقتصاد المحلي ، وعندما سألنا عن طريقة تصديرها بموافقة الدولة او تهريب عبر الحدود المفتوحة امتنعوا عن قول الحقيقة ..!!
رمضان يتبقى منه شهرين تقريبا والناس في رمضان يرغبون في شراء الاغنام للشهر الكريم والعيد وللعزائم الخاصة وإفطار الصائمين لوجه الله الكريم ، وهذا ماسيكلفهم الكثير عند الشراء ..
السؤال الذي يطرح نفسة هنا هل الدولة على علم بذلك التصدير أو التهريب؟ وهل السلطة في حضرموت تعلم ذلك ؟ .. وإذا لم تعلم المطلوب منها بذل الجهد لإيقاف هذا العبث بالثروة الحيوانية وتعقيد معيشة المواطنين ، وخلق أزمة جديدة ..
آمل أني قد أوصلت رسالة لمن يهمه الأمر للوقوف أمام هذه الظاهرة الخطيرة التي تضر المواطن وتسيء أساسا إلى البلد وتضر اقتصادها المحلي ، والله من وراء القصد .