سلسة رواد العمل الإنساني (4) الشيخ / عمر أحمد بادحدح (رجل الخير المخلص لدينه ووطنه)
كتب / د. عبدالله رمضان باجهام
باحث في العمل الانسان
الشيخ عمر أحمد بادحدح ولد باليمن حضرموت دوعن صيف عام 1920م له من الأبناء( 8 ) منهم د. علي بادحدح الداعية الإسلامي، ود. محمد بادحدح ، ود.صالح بادحدح، وعاش في مكة المكرمة بين عامه الخامس عشر وعامه العشرين، ثم ذهب إلى جدة، لم يتمكن من الالتحاق بالتعليم النظامي و بدأت أولى مشروعاته التجارية في دكان بجدة .
وتشكلت شخصيته الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، بالقرب من بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وقد تبنى رؤية تجديدية للعمل الخيري تسعى إلى إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمسلمين، فقد كان الخير مقصد الرجل ونيته وعمله ومشاريعه واهتمامه وفكره وحلمه، وكان ذا رؤية استراتيجية وفكر مؤسسي .
كان كثير التأكيد على التعليم وتحمل المسؤولية وإعجابه بالعلماء وقام بطباعة الكتب الكثيرة وتوزيعها في العديد من دول العالم. ومن اهتمامه بالتعليم جامعة حضرموت وخصوصا كلية الطب وكان له اسهامات كبيرة فيها وحضر افتتاح الكلية ، ودوره كذلك بجامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز والاهتمام الكبير بالطلاب الأجانب المعسرين الدارسين بالمملكة.
أسس الشيخ عمربادحدح جمعية مساعدة السجناء المعسرين برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة ، وكذلك كان من مؤسسي هيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الاسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية في الكويت وكان له نشاط ملحوظ في الغرفة التجارية ضمن مجلس إدارته التي دامت لنحو 35 عاما ، وأسس باليمن مؤسسة طيبة ومنظمات أخرى في مصر ولبنان والأردن وأفريقيا.
كما شملت أعمال الشيخ بادحدح الخيرية الإصلاح بين الناس ، وكان له ديوانية ثقافية وتوعية في بيته استمرت 40 سنة .
وأخذ الشيخ بادحدح على عاتقه مهمة نشر الإسلام عبر تقنية تسمى بـ (فن المعاملة) ومساعدة الناس والوفاء بالحقوق، حيث سعى من خلال رحلاته وأعماله الخيرية إلى مساعدة المحتاجين وزرع القيم الإسلامية، وقد زار أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا وكل الدول العربية ، و سافر إلى الأردن واطلع على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات، وبذل جهودًا لكي يكون جسر تواصل بين من أفاء الله عليهم بالخير وبين الذين ابتلوا بالكوارث والنكبات ، وسعى إلى تغيير الوضع من خلال تنفيذ (قرية نموذجية) للاجئين الفلسطينيين.
وتشكلت شخصيته الإنسانية والاجتماعية من خلال اطلاعه وتنمية ثقافته المعرفية والدينية بقربه من العلماء ومتابعته لما يحدث في العالم الإسلامي .
توفي الشيخ بادحدح بتاريخ 12ديسمبر2011م وانتقل إلى رحمة الله تعالى الذي يعد أحد أعلام العمل الدعوي والخيري بالمملكة العربية السعودية، عن عمر يناهز 93 عاما، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة فجر الاثنين ودفن بمقبرة الفيصلية بجدة رحم الله أبا صالح واسكنه فسيح جناته ونسأل أن ينور قبره ويجعله روضة من رياض الجنة.