ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

مَن شَاف خِيمةَ السُّلطانِ، يَحْرِق عِرِيشَه!

مَن شَاف خِيمةَ السُّلطانِ، يَحْرِق عِرِيشَه!

كتب / أصيل السعيدي
السبت 4 يناير 2024

“من شاف خيمة السلطان يحرق عريشه” مثل حضرمي قديم يعبر عن طموح مبالغ فيه قد يدفع البعض إلى التنافس أو حتى التصادم في سبيل تحقيق أهداف شخصية على حساب المصلحة العامة. وهذا المثل اليوم يبرز في ظل الأوضاع الراهنة في حضرموت، حيث نرى أن السعي وراء تحقيق مكاسب شخصية قد يسبب ضررًا للمجتمع ويهدد استقراره. في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب الشعبية لاحتياجات حضرموت.

من خلال اطلاعي على التصريحات والمقابلات واللقاء الأخير الذي جمعهم، يتضح أن الوضع بين (سلطان الجبل) والمحافظ ليس كما يُقال عنه في التصريحات العامة، بل يشير إلى تعنت من قبل المحافظ، وذلك بسبب الغرور، رغم أن المطالب التي يرفعها حلف قبائل حضرموت والمطالبون بها هي مطالب مشروعة ولصالح الجميع. ففي الوقت الذي حمل فيه حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع مسؤولية مطالب أبناء حضرموت ويسعى لتحقيق تطلعاتهم، نجد أن المحافظ يصر على موقفه ويرفض الانخراط في هذه المطالب التي تعود بالنفع على حضرموت. إن موقف المحافظ المتسم بالتعنت والغرور يساهم في زيادة تعقيد الوضع بدلًا من إيجاد حلول تُنهي التوتر وتحقق مصلحة الجميع.

خيمة حلف قبائل حضرموت اجتمع فيها أغلب مقادمة القبائل الحضرمية الأصيلة، إلى جانب شخصيات اجتماعية وسياسية، وعسكرية لزيادة الضغط على المجلس الرئاسي. ورغم ذلك، نجد أن المحافظ عزيزنا تارة يؤيد هذه المطالب، وتارة أخرى يهدد، بينما أفعاله تعكس العكس تمامًا. فبدايةً، افتعل هو خيمًا لبعض القبائل ودعمهم ليوزع القوة السياسية في المنطقة ويوازي خيمة سلطان الجبل. ليس هذا فحسب، بل أمر أيضًا قوات المنطقة بالتجهيز، وهو ما يعكس تباينًا كبيرًا في مواقفه وتصريحاته.

الغرور والكبرياء بوجه أهلك عزيزي المحافظ، وتظن أنك رجل عبقري يمكنه الخروج من المأزق، في حين أنه ليس بمأزق أصلاً. هذا التصعيد، لو نظر إليه العاقل بموضوعية، لكان في صالح أهلك وشعبك. فتضارب المواقف والتصعيد غير المدروس لا يؤدي إلى شيء سوى استنزاف الموارد وإطالة أمد الأزمات. من الأجدر أن تركز على مصلحة حضرموت الحقيقية، وهي عدم خروج ثرواتها إلى خارج حدودها والاستفادة منها في تحسين حياة الناس. هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والنمو، وليس بالتصعيد أو التهديدات التي لا تعود بالنفع على أحد.

نرجع بالتاريخ للوراء عدة سنوات، نجد أن حلف القبائل الحضرمية هو من قام بتأمين البلاد ومواقع النفط عند هروب الدولة، وكان النواة الأساسية لقوات النخبة الحضرمية. هذا الحلف القبلي كان له دور حيوي في الحفاظ على استقرار المنطقة وحمايتها من تهديدات عدة، ليُظهِر ذلك أهمية وجود قوات محلية تعتمد على أبناء المنطقة أنفسهم.

وعند شعور الحضارم أن القوات التي لديهم لا تكفي لحماية ساحلهم وواديهم وهضابهم، كانت المسؤولية الأولى على عاتقهم، بتجنيد المزيد من أبنائهم لحماية ثرواتهم، أسوة ببقية المحافظات، وللأسف نجد أن الولاءات الخارجية هي التي تتحكم في القرار. فقد تم إرسال قوات النخبة الحضرمية بالقرب من قوات الحلف، وهذا يثير التساؤلات: هل يريدون الصدام بين الإخوة؟ أم أن هناك هدفًا آخر غير واضح؟ هذه الأوامر التي أتت من الخارج بطلب داخلي قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والتهديدات الأمنية، وهو ما لا يخدم المصلحة العامة لأهل حضرموت.

حلف قبائل حضرموت، الذي حمل على عاتقه مسؤولية شعبه، قد أثبت في مواقف عديدة حرصه الكبير على مصلحة حضرموت والوقوف في وجه أي تهديدات قد تعصف بالاستقرار. فهو حاملاً لراية الحضارم ومطالبهم الأساسية ويُسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والسلام في حضرموت، فإنه يظل عمودًا أساسيًا في الحفاظ على استقرارها ورفعتها.

الخلاصة، “من شاف خيمة السلطان يحرق عريشه” ليست مجرد حكمة بل رسالة تحمل في طياتها أهمية التوازن بين الطموحات الشخصية والمصلحة العامة. من الأفضل أن يتحد الجميع في مواجهة التحديات التي تواجه حضرموت، بدلاً من الانغماس في الصراعات الداخلية التي لن تفيد إلا أعداء الاستقرار.

إغلاق