في اليمن فقط…يكافحون الفساد… بمفسدين جدد
كتب /حسان عبد الباقي البصيلي
خلال أربعة عقود تقريباً واليمنيون يشكلون لجان للحد من الفساد المستشري في أليمن،حيث أصبح الحصول على منصب من المناصب في أليمن هو الشغل الشاغل،بل وصل الحد إلى أن حصولك على أي حصة اومنصب في دائرة حكومية، هو بمثابة دعوة أم فيقال هذا دعت له امه،حيث يعتبر حصولك على منصب هوالفرصة الكبرى التي سوف تغير حياتك،كما هو حاصل اليوم،فقد تغيرت حياة الكثيرين في بلدي،وأصبح سكان البلد على طبقتين،طبقة الاثرياء وهم الذين دعت لهم امهاتهم،وطبقة الكادحين والبسطاء الذين يمثلون أكثر من خمسة وتسعون في المائة من الشعب اليمني،تلك الطبقة التي يضن البعص أنها غير قادره على تغيير الوضع، بسبب عدم إمتلاكها أدنا المقومات أمام تلك الطبقة التي تمتلك السلطة والجاه والمال والسلاح،وهي بذالك أضاقت الشعب ويلات العذاب وأستهدفت معيشته،وأستفردت بكل المقدرات الداخلية والخارجية وحولتها لصالحها الخاص.
في أليمن فقط يعتبر حصولك على تعيين في السلطة، ومنحك أي منصب هوالفرصة الوحيدة كي تغير عالمك المتواضع الذي عشت فيه قبل حصولك على هذا الكنز الثمين،حيث يسارع الأهل والأصدقاء إلى إرسال التهاني والتبريكات بهذا المنصب الذي سيغير حياتك وحياة العائلة والمنطقة والقبيلة التي تنتمي إليها،
فهم بذالك يسارعون إلى تعيين الاقرباء والأصدقاء في هذا المرفق، الذي منح لهم لتبدأحياة الرفهايةوتنقلب حياة العائلة تسعون درجة من حياة البؤس والفقر إلى حياة الرفاهية والغناء وتمتلئ الحسابات بالاموال، وتكثر العقارات وتنتشر المركبات أمام المنازل، حتى يتعجب الجيران ويتسائلون ماالذي حدث وماهذا التغير، فيقال هذا ابوهم أو اخوهم لقد صار محافظ، أو وزير، أو مدير عام، أو قائد بحجم وطن.
في أليمن يكافحون الفساد بمفسدين جدد،ويتم تشكيل اللجان لمكافحة الفساد،يعيش أهل الجاه والمنصب في عالم أخر،والشعب في عالم ثاني أخر فاالشعب فقط من يعرف الحقيقة، فهم ينشرون فسادهم ولازال الفساد يعشش كما تعشش الطيور لصغارها، فمكافح الفساد يتم إستدراجة وإيقاعة في فساد متواضع ليس كفساد المسؤول الذي عين لكشف فساده، فاالفاسد ومكافح الفساد يصبحان في طريق وأحد وهو ممارسة الفساد مع حماية بعضهم بعضا، وهكذا كلما شكلت لجان أو أسندت اليك مهمة في السلطة المدنية أو العسكرية فهولاء، هم العايشون حقاً،بينما الشعب نستطيع أن نحكم عليهم في عالم الأموات الأحياء حرمان، بؤس، فقر، جوع،إذلال مهانة، فهم يموتون في اليوم مليون مرة.
فاالدنيا فعلت فعلتها بحكامنا وقادتنا،وأوقعتهم في محضور كبير لن يروه إلا في الثواني الأخيرة من حياتهم، عندها سيهذرمون بكلمات لن تنفعهم أمام عقاب الله تعالى، فاالمسؤولية أمانة عظيمة خصوصاً عندما يسند إليك خدمة امة وشعب بأكمله، فهل تتقون الله في هذا الشعب الطيب والصابر أم أن الشيطان اوقعكم في حباله التي سوف ينتزعها، لتتركون وحيدون وسياتي شعب بأكملة ليقول يالله سل هاولاء فيما ظلمونا واكلوا حقوقنا وتركونا نموت أحياء.