ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

هل نحكم العقل والحكمة

هل نحكم العقل والحكمة

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 12 يناير 2025

حمدًا لله لا معبود سواه، وصلاة ربي وسلامه على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.

أحبتي، كم كتبنا وناشدنا ونصحنا بمقالات، وبكل أسف لا حياة لمن تنادي. كأننا – يا حضارم – حكمنا على أنفسنا بدعوة أهل سبأ حينما دعوا: “اللهم باعد بين أسفارنا”، فاعتمت بصائرنا بملذات دنيا زائفة وفانية. الكل يبحث عن الجاه، مكاسب دنيوية، وحب الظهور بعيدًا كل البعد عن نظرة ثاقبة. والكل يغني على ليلاه، وكل طرف له مطبلوه ودغدغة عواطف البسطاء.

إن لم نستشعر خطورة اللعبة الخبيثة التي تُحاك هنا وهناك لجر حضرموت إلى مستنقع الصراع والفتن الحضرمية الحضرمية، فإننا مقبلون على هلاك. حلف وجامع، لقاء بالهضبة وهت يا بيانات، ومرجعية بالوادي لقاء وهت يا بيانات، والكل يريد القِدْي ويدّعي حقوق حضرموت!

نقولها ألف ألف مرة: إن لم نجلس ونتحاور ونتنازل لبعضنا البعض بنوايا صادقة محبة لحضرموت، ونُحكّم العقل والمنطق، وننبذ الفرقة والتشتت، فإننا نسير نحو المجهول. البيانات تُصدر، العملة تنهار، الخدمات تتردى، المعيشة تغلو، التعليم يتدمر، ونحن نتهم بعضنا البعض: حلف، جامع، سلطة، مرجعية. أليس كلنا أبناء حضرموت؟

وأين كل الأطراف من المطالب بنقل مكاتب الشركات النفطية العاملة في المحافظة إلى عاصمة حضرموت (المكلا) والإشراف عليها؟ أين اللجان ذات الاختصاص لطرح رؤية حضرموت موحدة بثقل حضرمي لإدارة شؤونها مدنيًا وعسكريًا؟

للأسف، تمت تعيينات عسكرية للوادي والصحراء بعيدًا عن كوادرنا الحضرمية، ولم نسمع أي بيان واضح وقوي من تلك الكيانات للمطالبة بتمكين كوادرنا العسكرية، رغم الانفلات الأمني بالوادي والصحراء وخلق الفتن والثارات. إذا كان يراد بالفعل استقرار حضرموت وأمنها كما يُقال، فإن مكة أدرى بشعابها.

أفيقوا يا حضارم، واتركوا الخصومة والأنانية، واحذروا الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى. نقولها بقلوب تعتصر ألمًا وحرقة: حضرموت كبيرة وتتطلب تضافر كل أطيافها وشرائحها المتنافرة. وهذا ما يخدم مصالح المتنفذين والطامعين بحضرموت.

كفى كفى، الوضع كارثي وغياب الدولة واختلال الأمانة يتطلب الحكمة والجلوس للتحاور، والتنازل، ووضع معالجات تنتشل البلاد والعباد من الفتن والتشتت والصراع. نكرر ونكرر: أليس من رجل رشيد؟

تعليقات (0)

إغلاق