ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الأوضاع المأساوية وتأثير العادات والتقاليد على المجتمع

الأوضاع المأساوية وتأثير العادات والتقاليد على المجتمع

كتب/ أ. علي عباس بن طالب
الثلاثاء 14 يناير 2025

▪️تمر البلاد في هذه المرحلة بمنعطف حرج مليء بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية. معاناة الناس تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وانتشار البطالة، وانعدام الفرص، ما يجعل الحياة اليومية عبئًا ثقيلًا على معظم الأسر. ورغم هذه الظروف، يظل التمسك ببعض العادات والتقاليد الاجتماعية المرهقة مصدرًا إضافيًا للمعاناة، خصوصًا في مناسبات الزواج التي أصبحت تثقل كاهل العائلات وتزيد من الأعباء المالية.

*واقع العادات والتقاليد وتأثيرها السلبي على الزواج*

من أبرز الممارسات التي تثقل كاهل الشباب والعائلات:

*1. تكاليف الخطوبة والمقدمات:*
تتطلب التقاليد أن يقدم العريس “دبلة” فاخرة و”شنطة” تحتوي على مستلزمات وهدايا متعددة للعروس، بغض النظر عن الوضع المادي للعريس. هذه المظاهر تضع الشاب في دائرة من الديون والمصاريف التي يصعب عليه تحملها.

*2. تكاليف المداد:*
في يوم الخطوبة أو ما يعرف بـ”المداد”، يُتوقع من أهل العروس تقديم أصناف متعددة من الأطعمة والحلويات، وهو ما يفرض أعباءً مالية كبيرة على العائلة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

*3. الإصرار على المظاهر:*
التمسك بالمظاهر الاجتماعية دون مراعاة القدرة المادية أصبح قاعدة غير مكتوبة، ما يجعل العائلات تتحمل تكاليف لا تستطيع الوفاء بها خوفًا من الانتقاد أو الظهور بشكل أقل من الآخرين.

*النتائج السلبية لهذه العادات:*

*زيادة الفقر والديون:*
يؤدي الإصرار على تنفيذ هذه التقاليد إلى وقوع الكثير من العائلات في دوامة الديون، حيث يُجبر الشباب وأهاليهم على الاقتراض لتلبية هذه المطالب.

*تأخر الزواج:*
نتيجة لهذه التكاليف الباهظة، أصبح الزواج حلمًا بعيد المنال للكثير من الشباب، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب العنوسة والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بها.

*ضغوط نفسية واجتماعية:*
التقاليد المرهقة تزيد من الضغوط النفسية على الطرفين، حيث يشعر الجميع بأنهم مطالبون بتقديم أكثر مما يستطيعون، مما يخلق حالة من التوتر المستمر.

*الحلول المقترحة:*

*1. تعزيز الوعي المجتمعي:*
يجب نشر ثقافة تبسيط الزواج من خلال حملات توعوية تسلط الضوء على الآثار السلبية لهذه التقاليد، وتشجع على اتخاذ خطوات عملية لتقليل التكاليف.

*2. إشراك الشخصيات المؤثرة:*
يمكن لرجال الدين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية أن يلعبوا دورًا محوريًا في تغيير هذه المفاهيم الخاطئة والترويج لفكرة الزواج البسيط.

*3. تنظيم مبادرات مجتمعية:*
تشجيع مبادرات الزواج الجماعي أو المشروعات التي تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن الشباب الراغب في الزواج.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، يصبح من الضروري مراجعة العادات والتقاليد التي تؤدي إلى تفاقم المعاناة. الزواج ليس مناسبة لاستعراض المظاهر، بل هو بناء لحياة جديدة يتطلب الدعم والتخفيف لا إثقال الكاهل بالديون. على المجتمع أن يتكاتف لتغيير هذه العادات بما يضمن التخفيف عن أفراده ومساعدتهم على بناء مستقبل أفضل.

تعليقات (0)

إغلاق