دراسة تحليلية تكشف تأثير المشاريع السياسية في المحافظات الشرقية لليمن على مفاوضات السلام
تاربة_اليوم / خاص
16 يناير 2025
أصدر مركز المخا للدراسات الاستراتيجية دراسة جديدة تتناول التطورات السياسية في المحافظات الشرقية لليمن، مشيرة إلى تأثير هذه المشاريع السياسية على مسار مفاوضات السلام. تكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة في ظل حالة التشظي السياسي والتنافس بين القوى المختلفة التي تشهدها البلاد، لا سيما في المناطق الشرقية الغنية بالثروات النفطية.
تسلط الدراسة الضوء على مختلف المشاريع السياسية التي تتنافس في هذه المحافظات، مثل مشروع دولة الجنوب، ومشروع حضرموت المستقلة، بالإضافة إلى المبادرات الفيدرالية. وقد بدأت هذه المشاريع تتبلور بشكل واضح منذ حرب 1994، التي أدت لتهميش العديد من المناطق الجنوبية والشرقية.
وتشير الدراسة إلى أن مشروع دولة الجنوب يتمتع بدعم إماراتي قوي، ويُعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي أبرز ممثليه. في المقابل، فإن مشروع حضرموت المستقلة يحظى بدعم سعودي واضح، حيث تم تشكيل “مجلس حضرموت الوطني” للدفاع عنه. كما يتمثل المشروع الفيدرالي في إنشاء إقليم شرقي يضم حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، استنادًا إلى مخرجات الحوار الوطني.
تلعب القوى الإقليمية مثل السعودية والإمارات دورًا محوريًا في دعم هذه المشاريع، في حين تشير الدراسة أيضًا إلى دور سلطنة عمان في دعم مشاريع المهرة، مما يعكس التنافس الإقليمي على نفوذ هذه المنطقة الاستراتيجية.
تؤكد الدراسة أن هذه المشاريع ستؤثر بشكل كبير على مفاوضات السلام، مع وجود أربع قوى رئيسية تعزز من هذا التأثير: المجلس الانتقالي الجنوبي، مجلس حضرموت الوطني، المجلس الموحد للمحافظات الشرقية، واعتصام المهرة. ومع ذلك، فإن هذه المشاريع تواجه تحديات كبيرة، مثل غياب قوات عسكرية تحميها من التدخلات، والانقسام بين القوى السياسية.
في الوقت الذي أصبحت فيه المحافظات الشرقية بوتقة لتنافس المشاريع السياسية المدعومة إقليميًا ودوليًا، تشير الدراسة إلى أن التحديات التي تواجه هذه المشاريع، خصوصًا رفض الحوثيين لفكرة الانفصال، قد تعيق تحقيق أهدافها.
تخلص الدراسة إلى أن مستقبل اليمن يعتمد بشكل كبير على قدرة هذه القوى على التوصل إلى صيغة توافقية تضمن الاستقرار والسلام مع الحفاظ على وحدة البلاد.