منحة أم محنة !!
كتب / عبدالعزيز صالح بن حليمان
الخميس 16 يناير 2025
تتكرر الدورة المأساوية على الشعب اليمني مع كل منحة مالية تقدم لليمن، كصدقة يتبعها أذى مما يترتب على ذلك أزمة اقتصادية تؤثر سلباً على العملة والاقتصاد، ثم تدهوراً للاوضاع المعيشيةوصعوبات في الحصول على الغذاء والدواء، والمزيد من البطالة والمحن.
اليوم اليمن على شفا جرف انهيار اقتصادي مع تهاوي العملة المحلية مقابل الدولار مما يفسر نهباً للثروات الوطنية واستغلالاً للموارد من قبل المجموعات المالية والسياسية المتنفذة في الداخل والخارج وموتاً اقتصادياً لذوي الدخل المحدود من ابناء الشعب.
يأتي هذا تزامناً مع اعلان المملكة العربية السعودية عن وديعة مالية تقدر بملايين الدولارات التي يبقى واقعها بعيداً عن التوقعات والتصريحات، فالفساد والاستغلال يؤثران على فعالية المنح المالية غير أن حكومة المنفى تؤكد أن المنحة ستسهم في دعم الرواتب والنفقات التشغيلية وتعزيز الأمن الغذائي ومساعدة الإصلاحات الاقتصادية، اما الخبراء فيستبعدون ذلك تماماً بقولهم ان المنحة لن تؤثر بشكل مباشر على تحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني بل تعزز من الفساد والإدارة السيئة، فالفجوة بين الدعم المالي والإصلاحات الاقتصادية الفعلية كبير جداً.
هذه المنحة وغيرها التي تقدم لليمن على هذا النهج يعني محنة إضافية للشعب ما لم تقم الحكومة باصلاح اقتصادي فعلي يعتمد على تعزيز الشفافية والمساءلة ووقف نهب الثروات الوطنية.
