ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ماحد يكلّم سعد خلوه يعمل على مشتهاه !

ماحد يكلّم سعد خلوه يعمل على مشتهاه !

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 18 يناير 2025

استوقفني أخٌ عزيز وقال لماذا لا تكتب عن ارتفاع الصرف؟ قلت له كم كتبنا وتعبنا، وكم كتب غيري وتعب، وكم تكلّم الخطباء من على المنابر وتعبوا، وكم وكم ولكن سعد الحكومة لا أحد يكلمه، خلوه يعمل على مشتهاه، كأن هذا هو منطقه، ولا أدري حبيبي سعد، هل سمعت ما يسمعه المواطن بارتفاع الصرف، وهل وصلتك لدغات ثعابين التجار في ارتفاع الأسعار، أم أنك محصّن من تلك اللدغات وتركت الشعب يكتوي بسمومها، يا سعد عملتنا في الحضيض فهل تدري؛ فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ، وأعتقد أنك تدري ولكن السؤال الذي يطرح نفسه يا سعد إزاء هذه التقلبات في المعيشة: هل تعاني مما يعانيه الشعب؟ أجِب على هذا السؤال. هذه الأيام نقرأ بين لحظة وأخرى انهيار تاريخي في الريال اليمني المسكين يترنح وعلى وشك أن يموت فهو مريض من سنوات طويلة وهو في العناية المركزة من كثر ما يصله من صدمات ولم يُعرف ماهو مرضه فقد استعصى المرض على أمهر الدكاترة وقد قال الشاعر فيه :
وريالنا اليمني مُرُض
في السوق قد هدوه هد
حياّ زمانك يالشلن
في سويسرا تقدر تهاد
الريال يعيش آخر أيامه في سكرات الموت؛ لعله يجد سعدا، ينقذه لكن سعدا لا يهمه ذلك؛ فهو وحاشيته رواتبهم بالعملة الصعبة؛ فلا يفكرون في عملة بلدهم التي يُنتظَر الإعلان عن وفاتها في الوقت القريب. يا سعد هل يرضيك هذا الانهيار لعملة بلدك؟ أم أنك لا يهمك ذلك، فأيَّ مسكناتٍ شربتها؛ فهل هي حبوب الشجاعة كما نسمع بها وأيُّ قاتٍ خزنت به جعلك بهذه القسوة، وكأنك تتلذذ وتستمتع بهذا العبث بالشعب، كما يعبث ويستمتع برشلونة بريال مدريد. ألم تعلم أخي وحبيبي سامحني سعد على عداوتك من غصب عني، تعبت والله منك، ألم تعلم يا سعد أن المواطن هذه الأيام يبحث عن بعض المواد التي يُعلن عنها بتخفيضات ببعض المواد لأسباب منها قرب انتهاء الصلاحية وربما أنه فيه شعور من بعض التجار بالرأفة بالشعب فيسارع الناس مباشرة لعلهم يجدون شيئا رخيصا. وها نحن نسمع هذه الأيام عن انعقاد جلسة مجلس الشورى سعد جديد على الأبواب وذلك بإعادة تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، بما في ذلك الترتيبات لفتح باب الترشح لعضوية الهيئة ولا ندري ياسعد منذ زمن طويل ولم يتم محاسبة أي فاسد وهل نعد ذلك إنما هو مزيدُ من عبءٍ جديد على خزينة الدولة وسنسمع التصريحات الرنانة والتصاوير والإعلام ينقل لنا الكلام الجميل والوعود الكاذبة التي شبعنا منها وكما قلت سابقا : (نريد البراهين .. أما العناوين بُلٌّوها واشربوا ماءها) . لكن لنرى ما يخبؤه لنا المستقبل .
ياسعد اسمع هناك فئة من المجتمع توجه لك رسالة :
المعلم : إيه يا سعد نسيتني أنت الذي أتيت إليّ لا تعرف تكتب حرفا واحداً وعلمتك وصبرت عليك وعلى إزعاجك وتمردك وها أنت كبرت وتخرجت وتبوأت المناصب ولبست البدلات الأنيقة والكرفتات وسافرت للدول الأخرى ورأيت ما فيها من تطور ولكن ألم تسأل نفسك يوما لماذا لم تكن بلدي مثل تلك الدول نظام وطرقات وجسور وكهرباء ونظافة لا يوجد شحاتين وحرافيش وأمور كثيرة ألم تتحسر وتشد على أزرك وتعزم أن تخدم بلدك بإخلاص لننتظر لعلنا نرى ربما ولو شيئا يسيرا منك في مصلحة البلد والمواطن . اعلم يا سعد أن حالي كمعلم وراتبي يمكن كما علمتك هو هو بل الآن ينقص على سعر الصرف هل يرضيك هذا؟ لقد تعبت من ضنك العيش لا راتب يكفي بل ننتظره ربما عدة أشهر حتى نستلمه ونوزعه على أصحاب المحلات ولا يكفي بسداد الديون المتراكمة انظر لنا بالرأفة والرحمة واعمل على زيادة الراتب والذي طال انتظار زيادته. واعلم يا سعد أن ما يعانيه المعلم يعانيه منكل مواطن فهل وصلتك الرسالة؟.
شهر رمضان على الأبواب يا سعد فما هي الاستعدادات لهذا الشهر الفضيل هل نرى تغييرا في حياة الناس؟ وهل ملف الكهرباء سيتم إصلاح شيء فيه والصيف على الأبواب؟ ألم تعلم يا سعد أن الصرف يسابق الزمن ليصل الريال إلى الستمائة قريبا جدا ولم تحرك ساكنا. نسيت يا سعدنا الغالي أن أسألك هذا السؤال المحرج الودائع أين تذهب؟ أوه يا سعد تعبت من الكتابة عليك، ولكن هي هموم الناس نقلتها إليك لعلنا نساهم في إيصال النداءات إليكم هذا الذي نقدر عليه.
وأخيرا نذكرك بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . اتق الله في رعيتك. واعلم أنهم ربما سيدعون عليك كما جاء في الحديث : (اللهم من ولي من أمرنا شيئا فرفق بنا اللهم فارفق به، ومن ولي من أمرنا شيئا فشق علينا اللهم فاشقق عليه) أيرضيك أن تصيبك هذه الدعوات؟
وأختم يا سعد بنصيحة إليك أن تصحى وتصحح الأوضاع، وإلا فإن الشعب إذا أفاق يوما ربما لا يتركك تعمل على مشتهاك.

تعليقات (0)

إغلاق