جسر الحــياة في بيـحان .. من أُمنيات إلى واقـع – الأمناء نت

 سنين طويلة كان سكان الضفة الشرقية من وادي بيحان يتحاصرون أيام طويلة عندما تجري السيول من هذا الوادي فكلما جاء موسم الامطار وسالت الشعاب حوصر السكان في عشرات القرى في شمال بيحان وجنوب عسيلان وتعود المشكلة  من جديد مع كل موسم جديد حيث تقطع السيول سكان هذه المناطق عن المستشفيات والاسواق والمدارس ومزارعهم واعمالهم ومع طول المعاناة ولدت لدى السكان الامل او الاماني في وجود جسر ينقلهم عند امتلأ الوادي بالسيول وظلت فكرة الجسر تراودهم عام وراء عام وفي احدى المرات قطعت الطرق لأكثر من 70 يوماً بسبب تواصل تدفق السيول التي لم تنقطع يوم واحد والتي تأتي من مئات الشعاب في يافع والبيضاء وبياحين وتصب في وادي بيحان الاعظم وتمر عبره الى صحرى الربع الخالي فتولدت لديهم   الفكرة بأنشاء جسر يربط ظفتي الوادي ويخرجهم من العزلة ((لكن كيف ومنين ومن اين))  سؤال كانت الاجابة عليه صعبة فأهتدوا الاهالي لعقد لقاء موسع لمندوبين عن المناطق المتضررة لدراسة الفكرة وفي اللقاء لم يجدوا اي حلول غير التبرع لإقامة جسر في ظل غياب الدولة ومشاريعها.

تم تشكيل لجنة للمشروع تتابع الخيرين واصحاب الايادي البيضاء ومضت السنين وتم جمع مبلغ رمزي وعملوا دراسة للمشروع وحددوا المكان وقد تعاون معهم مهندس المشروع ناصر ضيف الله دبوه وعمل الدراسة مجاناً  وفي النصف الاخير من هذا العام كلف مجموعة من الشباب انفسهم ليكونوا لجنه مساعده للجنه السابقة وعملوا دراسة جديده بعد ان تغير مكان مشروع الجسر وعملوا حملة لجمع التبرعات وسوقوا الدراسة عند اصحاب الايادي البيضاء والجهات الرسمية في المحافظة والمديرية ومكتب الاشغال العامة بالمحافظة.

وقرروا بدء العمل على أمل ان يأتي مزيد من المتبرعين عندما يرون تأسيس المشروع وكانت البداية صعبة وكان البدء اصعب حيث تم جمع ما يساوي 25% من تكلفة المشروع وكان الكل متردد كيف نبدأ العمل بدون غطاء مادي ! كيف لو بدأنا من يكمل المشوار وقد كلفوا الشباب اكبرهم برئاسة اللجنة المساعدة ..المهم إن الارادة والتوكل على الله جعلتهم يبدأون العمل بتدشين رسمي من قبل السلطة المحلية الذي كلف مسؤولها الاول محمد احمد شيخ الفاطمي نفسه بأن يكون عضو في اللجنة الاهلية للمشروع حتى انجاحه ودفعهم للبدء في العمل وقد تبرع بمليون ريال منه خاص عن زملائه في السلطة المحلية ووصلت يوم التدشين بعض التبرعات من الخيرين وربات البيوت.

وكان لمهندس المشروع والمؤسسة المنفذة موقف رائع بالموافقة علۑ بدء العمل بجزء من المبلغ.

وبدأ العمل بقوة وجاء بعض اهالي المنطقة الذين يملكون شيولات للعمل في حفر النفق دعماً منهم للمشروع وتم الحفر  لعدة طبقات من التربة في الوادي حتۑ ومنها الكرب والوصول إلى النشفي والاحجار المغري وتم صب (11)  قاعده مع الاعمدة السفلية وعندما صدقت النوايا بعث الله من خلقه من اصحاب الايادي البيضاء من يأتي لزيارة المشروع ويتكفل بأستكماله وهو الشيخ راجح سعيد باكريت عضو هيئة رئاسة الانتقالي  حينما حضرت لجنة المشروع  امامه في مهرجان الصفحة للهجن وقدموا له طلب بزيارة مشروعهم فوافق مشكوراً .

وفي اليوم التالي وصل بعد الظهر برفقة اللجنة الرئاسية للانتقالي والسلطة المحلية وقيادة الانتقالي في شبوة وعدد من المسؤولين المرافقين للجنة الرئاسية وبعد ان شرح له مدير عام المديرية الفكرة والمعاناة وعد بالجلوس مع لجنة المشروع ومهندسه وهو ما تم فعلاً بعد يومين ليتكفل بإستكمال هذاء المشروع الاهلي جسر الحياة وحتى هذا اليوم انجزت جميع الاعمال تحت الارض وهي 15 قاعدة مع الاعمدة وتم ردم النفق وتسوية الارض للعمل ما فوق الارض ويسير العمل في مشروع جسر الحياه بوتيرة عالية من قبل شركة الركن اليماني المقاولة وقد بدء فعلاً انشاء الاعمدة فوق الارض وسيكون لنا في القريب انشاء الله لقاء مع رئيس لجنة المشروع ومهندس المشروع .