ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

بالفيديو.. شهادات مرعبة من سجون بشار الأسد ورحلة من مرسوم العفو إلى جحيم ”فرع فلسطين”

بالفيديو.. شهادات مرعبة من سجون بشار الأسد ورحلة من مرسوم العفو إلى جحيم ”فرع فلسطين”


تاربة اليوم – متابعات
2025-01-23 16:04:00

بالفيديو.. شهادات مرعبة من سجون بشار الأسد ورحلة من مرسوم العفو إلى جحيم ”فرع فلسطين”

كان معتصم القطان يحدوه الأمل عندما قرر تسليم نفسه استجابة لمرسوم العفو الرئاسي الذي أصدره بشار الأسد، متشبثاً برغبة العودة إلى حياة طبيعية بعيداً عن حياة الهروب والخوف، لكن هذا الأمل سرعان ما تلاشى، ليجد نفسه غارقاً في دوامة من الألم والظلم داخل أقبية الأمن السوري، حيث بدأت فصول رحلته المروعة.

“كل شيء بدأ عندما سلمت نفسي إلى الشرطة العسكرية في منطقة البون، لم يكن التحقيق هناك سوى إجراء شكلي قبل أن يتم تحويلي إلى فرع 235، المعروف بسمعته المخيفة كـ’فرع فلسطين”، حيث لم أكن أعلم أنني على وشك مواجهة أسوأ كابوس في حياتي”، هكذا يقول معتصم متذكرًا لحظات التحول الكبرى.

البداية “قفص الوحوش”

يصف معتصم وصوله إلى فرع فلسطين بتشبيه لا لبس فيه: “كأنني ألقيت بنفسي إلى قفص الوحوش.” بمجرد دخوله، جُرد من ملابسه وأماناته الشخصية، ليُلقى به في زنزانة حديدية مكتظة بالمحتجزين. “لم أكن أعلم أن هذه كانت البداية فقط.”

تعذيب ممنهج الاعتراف بالقوة

لم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ سلسلة التحقيقات التي كانت تتسم بالقسوة والوحشية. يتحدث معتصم عن ساعات طويلة من التعذيب، حيث عُلّق في وضعية الشبح وتعرض للضرب بالكابلات والأسلاك، “الإهانات والشتم كانا جزءاً من كل جلسة تحقيق. في تلك اللحظات شعرت أنني فقدت أي إحساس بإنسانيتي.”

تحت وطأة التعذيب المستمر، اضطر معتصم للاعتراف باتهامات ملفقة، مثل تمويل الإرهاب والانتماء لجماعات مسلحة: “كنت أقول لهم ما يريدون سماعه فقط لكي يوقفوا الألم كنت أعترف بأي شيء”.

الحياة في مقبرة الأحياء

الحياة داخل الزنازين كانت بحد ذاتها شكلاً آخر من العذاب. “كان الطعام بالكاد يكفي للبقاء على قيد الحياة: “نصف رغيف خبز، وربما بضع حبات زيتون أما الماء، فكنا نحصل عليه بكميات ضئيلة وغالباً مقابل تنازلات مهينة”.

الأوضاع الصحية كانت كارثية. الجروح الناتجة عن التعذيب تُركت دون علاج، ما أدى إلى تفاقمها وخروج الديدان منها، يقول معتصم: “كنت أُفضل تحمل الألم على أن أطلب المساعدة من السجانين”.

أمل هش

مرت الشهور، ومعها بدأ معتصم يفقد الأمل في الخروج حياً من هذا الجحيم: “فرع فلسطين ليس مجرد مركز احتجاز إنه مكان تنتهي فيه الحياة، سواء خرجت منه حياً أم لا”.

لكن بعد فترة طويلة من الاحتجاز، جاءت لحظة الإفراج: “أُفرج عني ضمن إطار العفو، ولكن الإفراج لم يكن كاملاً، بقيت ملاحقاً بالمراقبة المستمرة من الأجهزة الأمنية، وكأنني ما زلت داخل جدران السجن”.

العودة إلى الحياة

خرج معتصم من المعتقل وهو يحمل ندوبًا نفسية وجسدية يصعب محوها فيقول واصفًا حاله: “كنت أشعر أنني ما زلت في الزنزانة. كل صوت مرتفع أو موقف غير مألوف كان يعيدني فوراً إلى هناك”.

يحاول اليوم معتصم إعادة بناء حياته، لكنه يصف المحاولة بالصعبة: “إنها ليست مجرد ذكريات؛ إنها جروح مفتوحة، لكنها دافع لي لأروي قصتي”.

شهادة من داخل الجحيم

قصة معتصم ليست مجرد شهادة شخصية، بل هي صورة مصغرة لما يعانيه آلاف السوريين داخل أقبية الأمن في ظل غياب العدالة والمحاسبة، إنها دعوة للعالم بأسره للوقوف أمام هذه المأساة الممتدة، والعمل على إنهاء معاناة لا تزال تحطم حياة الكثيرين، فيختم بقوله: “هذه ليست مجرد تجربة اعتقال إنها محاولة لسلب الكرامة والإنسانية، لكنني هنا اليوم لأروي قصتي وأؤكد أننا نستحق حياة أفضل”.



تعليقات (0)

إغلاق