ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

دبابات الجيش المصري على الحدود.. توتر بين القاهرة وتل أبيب بسبب معاهدة السلام

دبابات الجيش المصري على الحدود.. توتر بين القاهرة وتل أبيب بسبب معاهدة السلام


تاربة اليوم – متابعات
2025-01-26 03:54:00

دبابات الجيش المصري على الحدود.. توتر بين القاهرة وتل أبيب بسبب معاهدة السلام

تشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية موجة جديدة من التوترات، أثارتها اتهامات إسرائيلية لمصر بخرق معاهدة السلام لعام 1979، هذه الاتهامات، التي وصفت بالخطيرة، تأتي وسط مزاعم إسرائيلية بأن مصر عززت وجودها العسكري في سيناء بشكل يتعارض مع بنود الاتفاقية.

وفي المقابل، ترى مصر أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يعدو كونه محاولة للتهرب من إخفاقات إسرائيلية، خاصة في قطاع غزة.

المزاعم الإسرائيلية وتصعيد المواقف

وبحسب تقرير نشرته القناة 14 الإسرائيلية، أعربت المؤسسة الأمنية في إسرائيل عن قلقها إزاء “التحركات العسكرية المصرية في سيناء”، التي تضمنت إقامة حواجز واستعدادات لوجستية.

وذهب التقرير إلى التحذير من أن هذه الأنشطة قد تتعارض مع مصالح إسرائيل الأمنية، خصوصًا في حال اندلاع أي صراع مستقبلي.

وبالتوازي، طالب مسؤولون عسكريون وسياسيون إسرائيليون الحكومة المصرية بتوضيحات، زاعمين وجود شبكة أنفاق واسعة بين رفح وعمق سيناء مخصصة لتهريب الأسلحة، وهي مزاعم تنفيها القاهرة بشدة.

الرد المصري: التزام بالاتفاقية ومواجهة الادعاءات

ومن الجانب المصري، أكد مسؤول رفيع المستوى أن ما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أنفاق عاملة بين مصر وغزة “عار تمامًا عن الصحة”، ووصف تلك الادعاءات بأنها “محاولة إسرائيلية للهروب من أزماتها السياسية والعسكرية وتبرير مواصلة العدوان في غزة”.

وبدوره شدد اللواء سمير فرج مدير الشؤون المعنوية السابق بالجيش المصري، أن مصر لم تخرق معاهدة السلام طوال 45 عامًا، لافتًا إلى أن القوات الدولية تراقب الوضع في سيناء بشكل دوري لضمان الالتزام الكامل بالاتفاقية، موضحًا أن مصر تعتبر سيناء جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، ولا تسمح بأي تهديدات على حدودها.

مطامع إسرائيلية قديمة جديدة

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تحاول إعادة إحياء طموحاتها التاريخية في سيناء، ففي العام الماضي، كشفت وثائق بريطانية عن محاولات إسرائيلية قديمة لتقويض السيادة المصرية على المنطقة، ومؤخرًا، أثار وزير التراث الإسرائيلي محاي إلياهو الجدل بإعادة نشر تغريدة تدعو الجيش الإسرائيلي لاحتلال سيناء.

ويرى محللون أن هذه التصريحات والمواقف تنبع من “سوء فهم” إسرائيلي لمعاهدة السلام، إذ يعتقد بعض المسؤولين في تل أبيب أن الاتفاقية تُلزم مصر بإبقاء سيناء خالية من التنمية العسكرية، وهو ما وصفه المراقبون بأنه افتراض غير واقعي.

غزة… في قلب النزاع

وبحسب مراقبين، فإن التصعيد الإسرائيلي ضد مصر يرتبط بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، وهو ما أكده اللواء سمير فرج بقوله: إن تل أبيب “تسعى لتحويل الأنظار عن إخفاقاتها العسكرية” بعد 15 شهرًا من العمليات دون تحقيق أهداف واضحة مثل القضاء على حماس، أو تحرير أسراها لدى المقاومة.

أزمة سوء فهم!

ومن جانب الاحتلال الإسرائيلي قال الدكتور أيوب قرا وزير الاتصالات السابق وعضو حزب الليكود: إن العلاقات المصرية الإسرائيلية “قوية ومستقرة”، معزيًا التصعيد الحالي إلى “أزمة سوء فهم” أثارتها الحرب في غزة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى احتلال أراضٍ جديدة، معتبرًا أن الحديث عن ذلك “مجرد شائعات لا أساس لها”.

الملف الفلسطيني يتصدر النقاش

ويبدو أن رفض مصر استقبال سكان غزة في سيناء يمثل نقطة خلاف رئيسية؛ حيث يرى البعض أن هذه المسألة تمثل السبب الحقيقي وراء التصعيد الإسرائيلي. في المقابل.

وفي الإطار أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن مصر ملتزمة بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين، مشددًا على رفض القاهرة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

نهاية مفتوحة لتوتر مستمر

ومع استمرار التوتر بين القاهرة وتل أبيب، يبدو أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تخضع لاختبار جديد، وبينما تحاول إسرائيل تحويل الأنظار عن أزماتها الداخلية، تظل مصر متمسكة بالالتزام بمعاهدة السلام، مع التأكيد على حقها في الدفاع عن أمنها القومي.



تعليقات (0)

إغلاق