النهي عن سد الشوارع وتضييقها ،مسؤولية مجتمعية وأمانة شرعية
بقلم /أ. علي عباس بن طالب
الأثنين 2025/1/27م
تضييق الشوارع من الأمور التي حذر منها الإسلام، لما يترتب عليه من أضرار للمجتمع وتعطيل لحياة الناس. فقد جاء ديننا الحنيف ليحفظ حقوق الجميع، ويُرسي القيم التي تُحقق التعاون والتيسير ،وفي حياتنا اليومية، نعتمد على الشوارع والطرقات كوسيلة للتنقل وقضاء الحاجات، فهي شرايين تربط بيننا جميعًا. ومن هنا، يأتي واجب الحفاظ على هذه المرافق العامة مفتوحة للجميع دون عوائق، امتثالًا لتعاليم ديننا الحنيف الذي يحثنا على تسهيل سبل العيش واحترام حقوق الآخرين.
لقد حذر النبي ﷺ من إيذاء المسلمين في طرقاتهم وأمر برفع الأذى عنها. قال ﷺ: “إماطة الأذى عن الطريق صدقة” (رواه البخاري ومسلم)، مما يدل على أن إزالة العوائق من الطرق عبادة يؤجر عليها المسلم. فكيف بمن يضع الأذى أو يسد الطريق متعمدًا؟!
سد الشوارع أو تضييقها، سواء بوضع السيارات بشكل عشوائي، أو بإقامة الحواجز أمام الأبواب دون مبرر، أو ببناء زرائب الأغنام ، أوماتسمى بالدكك أوترك مخلفات البناء في الطرقات وذلك ليس مجرد مخالفة للنظام، بل هو اعتداء على حقوق الآخرين وتعطيل لمصالحهم.
في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والجلوس في الطرقات”، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال: “فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه”، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: “غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر” (رواه البخاري ومسلم).
فإن المحافظة على سلامة الطرق وعدم تضييقها واجب شرعي وأخلاقي. فلنتعاون جميعًا على الالتزام بما يُحقق الخير للمجتمع، ونستحضر أن في كل عمل ييسر على الناس أجر عظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” (رواه مسلم).
*حافظوا على الطرق، فهي شريان حياة المجتمع ومرآة لتحضره.*