اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

جماعة الحوثي .. ثلاثة سيناريوهات محتملة لمواجهة تحديات مصيرية غير مسبوقة !

جماعة الحوثي .. ثلاثة سيناريوهات محتملة لمواجهة تحديات مصيرية غير مسبوقة !


تاربة اليوم
2025-01-27 10:32:00

جماعة الحوثي .. ثلاثة سيناريوهات محتملة لمواجهة تحديات مصيرية غير مسبوقة !

تواجه جماعة الحوثي في اليمن تحديا مصيريا فرضته تداعيات السقوط الدراماتيكي المتعاقب لحلفاء ووكلاء إيران في المنطقة وإعادة تصنيفها منظمة ارهابية عالمية بموجب امر تنفيذي اصدره الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب “في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة الامر الذي وضع الجماعة التي برزت الى الواجهة عقب سيطرتها بقوة السلاح على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م اثر تحالفها مع الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في مفترق طرق بين الانخراط فى عملية سياسية ترتكز على مبدأ الشراكة الوطنية مع بقية المكونات السياسية اليمنية أو مواجهة مخاوفها الكامنة في السقوط بفعل عملية عسكرية واسعة للقوات الحكومية لن تعدم دعما إقليميا ودوليا أو بفعل انتفاضة شعبية عارمة في مناطق سيطرتها التي تعد مراكز الثقل السكاني في الخارطة الديمغرافية اليمنية.
“المشهد اليمني ” يستقرء من خلال التقرير التالي السيناريوهات المحتملة التي ستحدد توجهات الجماعة خلال الفترة القادمة في ظل التحديات المصيرية الطارئة والغير مسبوقة التي تواجهها في العام 2025م .
الانفراد المطلق بالسلطة :
في الرابع من شهر ديسمبر /كانون الاول/ 2017م دشنت مرحلة جديدة وغير مسبوقة من الانفراد بالسلطة المطلقة في مناطق سيطرتها مع الاحتفاظ بشراكة صورية مع حزب المؤتمر الشعبي العام -الجناح الموالي للرئيس السابق صالح- لم تتجاوز التمثيل المحدود في المجلس الرئاسي الأعلى ومجلس الوزراء -وذلك بعد تمكنها من اغتيال حليفها علي عبدالله صالح بعد اشتباكات مسلحة وغير متكافئة دارت رحاها في محيط منزل الأخير في حي الثنية الكائن بجنوب صنعاء حيث واصلت الجماعة خوض مواجهات متزامنة في عدة جبهات قبيل ان يطرأ في شهر اكتوبر 2018م تغير في موازين القوى العسكرية تمثل في تمكن القوات المشتركة بالساحل الغربي من التقدم داخل مركز محافظة الحديدة والوصول إلى محيط المطار الدولي والاقتراب من السيطرة الكاملة على المدينة لتتراجع بشكل مفاجئ وتعاود الانسحاب الى مناطق التماس الاولى نتيجة ما تكشف لاحقا من تعرضها لضغوط أمريكية وبريطانية تسببت في توقف معركة تحرير الحديدة واتجاه الأطراف اليمنية إلى جولة مفاوضات استثنائية استضافتها السويد كرست للتوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة الانتشار للحوثيين والقوات المشتركة وهو الاتفاق الذي لم يصمد سوى لساعات وسط تبادل الطرفين الاتهامات بارتكاب انتهاكات.
الحوثيين وحرب غزة :
في 31 أكتوبر / تشرين الأول 2023م أعلنت جماعة الحوثي تبينها رسمياً شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل باستخدام عدد من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة وبالرغم من تبرير المتحدث العسكري الرسمي للحوثيين يحي سريع مبادرة جماعته بشن مثل هذه الهجمات الغير مسبوقة على اسرائيل بأنها تنطلق من استشعارها لواجبها في الانتصار للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني ونصرة للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ الثامن من ذات الشهر..وبالرغم من اعلان جماعة الحوثي تشكيل ما وصفته قيادتها بجبهة الاسناد للمقاومة في غزة بالشراكة مع كل من حزب الله اللبناني وميلشيات الحشد الشعبي في العراق ومواصلتها شن الهجمات على إسرائيل منذ نهاية شهر أكتوبر 2023م دون توقف ألا انه بالنظر إلى طبيعة الأزمات الداخلية التي كانت تواجهها جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها جراء تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية وفشل الجماعة كسلطة أمر واقع في توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان وهو ما دفع إلى الواجهة بتصعيد شعبي غير مسبوق أشعل فتيل المخاوف والتوجسات الكامنة لدى الحوثيين من اندلاع انتفاضة شعبية واسعة ..بالنظر إلى هذا الأزمات يمكن الجزم ان توقيت احداث غزة وفظاعة العدوان الإسرائيلي على القطاع وحالة الغضب و التعاطف الشعبي الواسعة في اليمن على غرار بقية الأقطار العربية والإسلامية منح الحوثيين فرصة استثنائية ليس فقط للهروب إلى الإمام والخروج من دائرة الضغوط الشعبية الخانقة ولكن ايضا للتنصل من التزامات اضطرارية كالتوقيع على اتفاق خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن انطلاقا من تمديد الهدنة الإنسانية والذي ابدت الجماعة في وقت سابق لاندلاع حرب غزة استعدادها لتوقيعه كخيار اضطراري لجات اليه لتهدئة سخط الشارع العام فى مناطق سيطرتها .
ثلاثة سيناريوهات محتملة :
ثمة ثلاثة سيناريوهات محتملة ستحدد توجهات الجماعة خلال الفترة القادمة في ظل التحديات المصيرية الطارئة والغير مسبوقة التي تواجهها في العام 2025م وتتمثل في التالي :
السيناريو الأول : الهروب الى الامام وبخاصة بعد اعادة تصنيف الجماعة منظمة ارهابية عالمية من خلال الانخراط في عملية سياسية ترتكز على مبدأ الشراكة الوطنية مع بقية المكونات اليمنية وتحول الجماعة المسلحة إلى مكون سياسي في الساحة الوطنية ومثل هذا السيناريو يبدو مستبعدا لاعتبارات تتعلق بانحسار سقف التفاؤل في إمكانية تخلى الحوثيين عن السلاح والمكاسب التي حققتها الجماعة على الأرض منذ اجتياحها بدعم من الرئيس الراحل صالح للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وتمددها اللاحق في العام 2015م إلى المحافظات المجاورة التي تخضع لسيطرتها بشكل مطلق حتي اليوم إلى جانب ان ثمة أزمة ثقة لدى الطرف الثاني المتمثل في الحكومة المعترف بها دوليا في التزام الحوثيين بأي اتفاق تسوية سياسية على غرار اتفاق السلم والشراكة
السيناريو الثاني : رفع وتيرة التصعيد العسكري من طرف واحد واللجوء إلى إشعال الجبهات الرئيسية التي شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة هدوء نسبيا وهو السيناريو المرجح بالنظر إلى معطيات واقعية طارئة من قبيل اتجاه جماعة الحوثي للتحشيد اربع جبهات من ابرزها محافظة الحديدة تحسبا لأي تحرك عسكري محتمل من قبل القوات المشتركة المتمركزة في الساحل الغربي إلى جانب التصعيد من طرف واحد في جبهات شمال وغرب تعز وجنوب محافظة مأرب المتاخمة للحدود السعودية وقد تضطر الجماعة للجوء إلى هذا الخيار كخطوة استباقية لتجنب مباغتتها بعملية عسكرية واسعة من قبل الجيش الوطني ستحظى في الغالب بإسناد استخباراتي وجوى أمريكي.
السيناريو الثالث : السقوط بفعل انتفاضة شعبية واسعة في مناطق سيطرتها التي تمثل مراكز الثقل الديمغرافي في اليمن ويعاني السكان فيها من تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية وانقطاع المرتبات منذ العام 2016م وبالنظر إلى طبيعة المزاج الشعبي في المحافظات الشمالية التي يغلب عليها الطابع القبلي فإن اندلاع مثل هذه الانتفاضة المحتملة مرهون بتحرك عسكري محفز من قبل قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة الشرعية وتقدمها في اتجاه العاصمة صنعاء والتعويل على التحرك الذاتي و التصعيد الشعبي والقبلي فى هذا الصدد يبدو مستبعدا في ظل تجارب سابقة كانتفاضة قباىل حجور بمحافظة حجه قبل أربع سنوات وال عواض بمحافظة البيضاء حيث تمكن الحوثيين من اخمادها والتنكيل برموزها القبلية وسط حالة من الخذلان سواء من القبائل المجاورة او الحكومة الشرعية.



تعليقات (0)

إغلاق