التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: الأسباب والعلاج
كتب د/ عبدالله بكري
الاربعاء 29 يناير 2025
في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها هذه المواقع من تواصل وتبادل المعرفة، إلا أن هناك جانبًا مظلمًا بدأ يتزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهو التنمر الإلكتروني.
الأسباب:
يعود التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدة أسباب، أبرزها:
1. الخصوصية المفقودة: يشعر بعض الأفراد على الإنترنت أنهم بعيدون عن المساءلة الاجتماعية. عدم التواجد الشخصي يؤدي إلى قلة الوعي بتأثير الأفعال على الآخرين، مما يسهل عليهم ممارسة التنمر.
2. الاختباء خلف الشاشات: توفر الإنترنت بيئة آمنة نسبيًا، حيث يمكن للأشخاص أن يختبئوا وراء هويات وهمية أو مستعارة. هذا يجعلهم يشعرون بالحصانة ويفقدون الوعي الكامل بعواقب تصرفاتهم.
3. انعدام الوعي الاجتماعي: مع الأسف، لا يزال العديد من الأفراد لا يفهمون مدى خطورة التنمر الإلكتروني وأثره النفسي والاجتماعي على الضحية.
4. المجتمع الرقمي المستهلك للمحتوى السطحي: في بعض الأحيان، تروج مواقع التواصل الاجتماعي لمحتوى سلبي أو دعوات للتفاعل عبر الهجوم على الأشخاص، مما يعزز ثقافة التنمر بين المتابعين.
العلاج:
1. التوعية والمراقبة: يجب أن تتم زيادة الوعي بين الأفراد حول التنمر الإلكتروني من خلال الحملات التوعوية في المدارس والجامعات والبيئات المهنية. دور الأهل والمربين أساسي في تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التصرف على الإنترنت.
2. القوانين والتشريعات: تحتاج الدول إلى وضع قوانين صارمة لمعاقبة المتنمرين على الإنترنت. يجب أن يكون هناك إطار قانوني يعاقب الأفعال المسيئة ويحمي الأشخاص من التعديات الإلكترونية.
3. تفعيل أدوات الحماية: توفر معظم منصات التواصل الاجتماعي أدوات لحظر وإيقاف الأشخاص المسيئين. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بهذه الأدوات لاستخدامها عند الحاجة.
4. الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي للضحايا أمر بالغ الأهمية. يجب على الضحايا أن يشعروا بالثقة في التحدث عن تجاربهم والبحث عن العلاج المناسب للتعامل مع الآثار النفسية.
وختاماً يمكننا القول إن التنمر عبر الإنترنت لا ينبغي أن يُنظر إليه كظاهرة طبيعية أو غير ضارة، بل هو قضية اجتماعية خطيرة تتطلب تضافر الجهود من الأفراد والمجتمع ككل لتقليص أثرها والحد منها.