اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ما حد كما حد

ما حد كما حد

تاربة_اليوم /كتابات واراء

كتب / محمد احمد بالفخر

30 يناير 2025

  (ما حد كما حد) هذا مثلٌ من الأمثال الحضرمية الرائجة وكثيراً ما تتردد على ألسنة الشيبان رحمهم الله وعادةً يأتي ذكر هذا المثل في سياق التحسّر على فقدان من سبقهم من جيلٍ مضى لأنّ أفراد الجيل الذي يعيشونه في حاضرهم ليسوا بحالٍ من الأحوال كمثل الجيل السابق ولا يمكن عقد مقارنةً بينهما ولهذا يقولون (ما حد كما حد) وهذا نفيٌ قطعي وهذه هي الحقيقة التي أومنُ بها وأقولها لكل من عقّبَ على عنواني لمقال الأسبوع الماضي والذي عنونته بعنوان (السُبيع بادحدح آخر جيل الخيّرِين)
حيث قال أحد الدكاترة من زملاء الدكتور صالح بأنني لم أوفق في اختيار العنوان وأن الخير باقٍ في المسلمين، وكتب لي من أعتز بمتابعته عبد الله بفلح
(لا زال الخير في الناس لا تقنّط الناس في الناس)
وأقول لهم جميعاً ان الخيرية في هذه الأمة مستمرة ولن تنقطع بإذن الله ولكنها تظل متفاوتة من مجتمع لآخر ومن فرد لآخر وهكذا هي الحياة،
ولكنني بنيت عن واقع عشته ولمسته عن قرب وسمعت عنه من آخرين كُثر والحمد لله وردتني رسائل وردود كثيرة تثبت ما ذهبت اليه وأكثر وذكروا لي أشياء كثيرة من فضائل الشيخ عمر رحمه الله، من إغاثة لملهوف ومن قضاء حاجة لمحتاج ومن اعانة سجينٍ معسر وأهم من ذلك كله كفالته لأعداد كثيرة عندما كان نظام الجوازات يسمح بذلك، وسأذكر مثالاً أنني كلمته ذات يوم عن قريبٍ يحتاج لنقل كفالة وتعقّدت معاملة زوجته في الجوازات، فقال بكره هات الملف وقابلني عند بوابة الجوازات بعد صلاة الظهر وبالفعل وجدته منتظراً في حرِّ الشمس متكئاً على عصاته، واخذ الملف مني وقابل المدير وشرح المدير على المعاملة بالموافقة وتمت بعد ذلك  بكل يسر وسهولة ولله الحمد،
وذات يوم ونحن في إطار التجهيز لافتتاح مستشفى الهجرين وكان المستشفى في حاجة لمولد كهربائي كبير ليغطي احتياجات المستشفى عند انقطاع الكهرباء الرئيسية ولأن عرض السعر كان كبيراً فقال لي تعال عند البيت عند اذان الفجر وسنذهب سوياً الى فلان من الناس صاحب احدى الشركات الكبيرة لنقابله في المسجد بعد الصلاة لعلّ الله أن يجعلها ساعة مباركة
ويتبرع بجزء من القيمة إن لم تكن كلها وبالفعل كنت موجوداً قبل الموعد وتحركنا بسيارته وحقيقة لم يتحقق المراد لكنه بذل السبب وتحقق من غير ذلك،
موقف آخر من المواقف التي لا تنسى واثناء زيارته للسكن الخيري الجامعي لطلاب حضرموت في صنعاء التابع لمؤسسة طيبة وفي الحفل الذي اقامته إدارة السكن وبعد أن رأى أمامه اكثر من 320 طالباً حُلّت مشكلتهم وأصبحوا يعيشون في سكن نموذجي مزود بكل وسائل الراحة وتغذية شاملة لكل الوجبات وإشراف اداري مميز فأعطيت له كلمة الضيوف فأخذته العبرة وأجهش بالبكاء وقال كم نحن وغيرنا كنا مقصّرين وكان بالإمكان أفضل مما كان ومنذ زمن بعيد،
والمواقف كثيرة ومتعددة ويصعب حصرها وسردها وكلها تدلُّ على إنسانية وخيرية الشيخ عمر رحمه الله وأنه نموذج فريد في اخلاقه وقيمه وانسانيته والتي لم تقتصر على أبناء جلدته فحسب لكن جهوده جابت الكثير من بلدان المسلمين وأتذكر آخر زيارة لي الى بيته في آخر أيامه وكان حديثه لا ينفك عن ذكر أحوال المسلمين وما يتعرضون له في كثير من البلدان، ومن أراد الاستزادة عن هذه المسيرة المُلهمة فعليه الاطلاع على ما كتبه ابنه الدكتور صالح في كتابه (تجربة حياة وقصة كفاح الشيخ عمر احمد بادحدح) من إصدارات الدار العربية اللبنانية
ايضاً جاءتني ردود واضافات على مقالي الأسبق (بغلف الظافر) ومن مناطق متعددة ذكروا لي كلهم عن مشاريع المياه المتعددة التي أقامها الشيخ احمد بغلف رحمه الله،
وبطبيعة الحال انا ذكرت هذين النموذجين فقط على اعتبار أنهما الأبرز وإلاّ فغيرهم كثير،
 وللعلم كثيرٌ من الخيرين ينفقون ولا يحبذون أن تذكر أسمائهم، فمثلاً مشروع مياه وادي العين كلّف أكثر من مليوني دولار وكثير من الناس لا يعرفون سوى المقاول التركي لكن لا يعرفون اسم المتصدق،
وغيره الكثير من المشاريع أنا شاهدٌ عليها قبل …. وقبل ظهور المحاق ،
ويبقى الخير دائماً والخيرون كُثر.

إغلاق