تحت البند السابع أم تحت الأرض السابعة؟

مقال لـ/أشرف قطمير
31يناير 2025
حين فُرض البند السابع على اليمن، قيل لنا إنه سيكون طوق نجاة، إنه المفتاح لاستعادة الدولة، وإعادة الإعمار، وضمان السيادة. لكننا لم نرَ من هذا البند إلا وجهاً آخر، وجهاً قادنا إلى الحضيض، حتى لم نعد تحت سلطانه بل تحت الأرض السابعة نفسها، حيث لا نور ولا حياة.
عشنا ننتظر انفراجة، لكن ما حصلنا عليه كان مزيداً من الانهيار. لا كهرباء، لا مياه، لا رواتب، لا خدمات، لا أمان، لا شيء سوى الخوف والجوع والخذلان. كأن البند السابع كان مجرد رصاصة رحمة في جسد وطن مثخن بالجراح، لا يد تمد له العون، ولا ضمير عالمي يستشعر عمق مأساته. المواطن اليمني لم يعد يحلم بالحياة الكريمة، بل صار يتمنى موتاً كريماً، موتاً يريحه من هذه الدوامة التي لا نهاية لها.
نحن في الحقيقة لسنا تحت البند السابع، بل تحت الأرض السابعة، حيث لا أحد يدري بنا، لا أحد يسمع أنيننا، ولا أحد يبالي بما آل إليه حالنا. أصبحنا كأننا نعيش في عالم معزول، بمقومات حياة ليست من هذا الزمن، وكأننا شعب منسي دُفن تحت ركام الحرب، لا يصل إليه صوت، ولا يمتد إليه ضوء.