اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الثأر القبلي وزهق الأرواح: قضية تستدعي وقفة حقيقية، وهي نار لا تنطفئ إلا بالوعي والحكمة

الثأر القبلي وزهق الأرواح: قضية تستدعي وقفة حقيقية، وهي نار لا تنطفئ إلا بالوعي والحكمة

بقلم / أ.  علي عباس بن طالب*
الأثنين 2025/2/3م.

الثأر القبلي يُعدّ من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد النسيج المجتمعي وتزهق الأرواح بلا ذنب. هو تقليد قديم وُلد من رحم النزاعات والصراعات القبلية، لكنه في زمننا الحاضر أصبح عائقًا أمام التقدم والتنمية، وأداة لهدر الأرواح البريئة بلا مبرر.

كم من أسر تفككت ؟ وكم من أرواح أزهقت بسبب نزعة الانتقام التي تتوارثها الأجيال ؟ وكم من طفل تيتم، وكم من أم ثكلت، وكم من مستقبل ضاع بسبب نار الثأر التي لا ترحم؟ الحل لايكون في السلاح ولافي الإنتقام ، بل في الوعي،والعقل والحوار والصلح خير،والعدالة الحقيقية لاتأتي بيد الفرد ،بل عبر القانون.

إننا بحاجة إلى وقفة جادة من العقلاء والقيادات الاجتماعية والدينية لتغيير هذا الواقع المرير. علينا أن نُشيع ثقافة التسامح والحوار، وأن نعمل على تقوية القوانين الرادعة التي تجرّم هذه الممارسات. فالإسلام دين الرحمة والسلام، يدعو إلى العفو والمغفرة، وليس إلى الانتقام وسفك الدماء.

وما نشهده اليوم من تصاعد حوادث الثأر القبلي وزهق الأرواح البريئة دون ذنب، يبرز سؤال مؤلم: أين عقلاؤنا مما يحدث؟ أين الحكماء والشيوخ الذين كانت كلمتهم تقطع الطريق على الفتن وتطفئ نار الثأر؟

الثأر القبلي ليس شرفًا ولا رجولة، بل هو دوامة من العنف والانتقام تُزهق فيها الأنفس بغير ذنب سوى الانتماء لاسم عائلة أو قبيلة. كم من بريء سقط ضحية، وكم من أسرة فقدت عزيزًا بلا سبب سوى أن هناك “ثأرًا” يجب أن يُؤخذ؟

على العقلاء والحكماء أن يقفوا وقفة جادة وشجاعة لوقف هذا النزيف. دورهم لا يقتصر على التوجيه والنصح، بل عليهم التدخل لحل النزاعات وتهدئة النفوس وإعلاء كلمة العفو والتسامح. إنهم قادة المجتمع الحقيقيون، وإن صمتوا أو غابوا، سيستمر هذا العنف الأعمى في تدمير ما تبقى من قيمنا وأخلاقنا.

القبيلة ليست ساحة للثأر، بل يجب أن تكون رمزًا للوحدة والكرامة. فلنُعِد لهذه القيم مكانتها الحقيقية، ولنضع حدًا لعادة لا تجلب سوى الدمار والدموع.

*رسالة إلى العقلاء:*
عودوا إلى أدواركم، قولوا كلمتكم، وقودوا مجتمعنا نحو السلام والرحمة. دماء الأبرياء أغلى من كل عُرف وعادة.

*كفى_ثأرًا*
*أوقفوا الثأر … وارحموا الأرواح البريئة*
*العقلاء_أملنا*

إغلاق