اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حكومة الزومبي

حكومة الزومبي

مقال لـ/أشرف قطمير
5 فبراير 2025

في ظلِّ حكومةٍ كحكومة الزومبي، أصبحت اليمنُ جثةً تُسيرُها الرياح. هذه الحكومة، التي لا تتمتع بأي حياة حقيقية، هي مجموعةٌ من الأحياء الذين فقدوا إنسانيتهم وأصبحوا مجرد أشباحٍ يسيرون في أروقة السلطة بلا هدف، ولا رؤية، ولا ضمير. عندما أوقفت حضرموت تصدير النفط الخام إلى عدن، كان ذلك بمثابة تأكيدٍ على أن هذه الحكومة قد تحولت إلى مخلوقٍ ميتٍ يحيا على الموارد التي نهبها، بينما يتنقل في دهاليز الدولة التي تشبه المدينة المهجورة.
كان قرار حضرموت نتيجةً لخلافها المشروع مع حكومة الزومبي، التي اختارت العيش على هامش الحياة بدلًا من أن تكون طرفًا فاعلًا في واقعٍ متغير. ومع قطع شريان النفط، توقفت عجلة الحياة في عدن، وتوقفت الكهرباء، ليُعَيشَ المواطنون في الظلام الدامس، تمامًا كما تَعيشُ هذه الحكومة في الظلال. تلك كانت بداية النهاية للعديد من الأرواح التي أُزهِقت بسبب معاناة العيش في حرارةٍ خانقة، ولا مصدر للطاقة، ولا أمل في التغيير.
حكومة الزومبي لا ترى ولا تسمع، ولا تحس بما يعانيه الناس. هم يعيشون في عالمهم الخاص، حيث تُضاء القصور، بينما يموت المواطنون جوعًا وعطشًا. فقدت هذه الحكومة كلَّ اتصالٍ مع الواقع، وأصبحت مجرد آليةٍ فارغةٍ تحكم وتنفذ أوامر من لا يُحسّنون إلا القتلَ والتدمير. في ظل هذا الكائن الحي الميت، لا يمكن لعدن أن تجد النور، ولا يمكن لليمن أن يستعيد حياته، ما دام الزومبي في قيادة الدفة.

إغلاق