قيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عن مأساة الواقع في عدن: ”حاضرنا قاتم وذكريات الماضي أصبحت ملاذنا الوحيد”
تاربة اليوم
2025-02-06 20:25:00
في تصريح لافت يعكس حالة الإحباط والمعاناة التي تعيشها مدينة عدن، أكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد عقيل باراس، أن الحاضر القاتم الذي تعيشه المدينة قد دفع سكانها للهروب إلى ذكرياتهم الجميلة، حيث لم يعد هناك ما يمكن التمسك به في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.
وقال باراس في تصريحاته: “عندما يكون حاضرك قاتماً، فإنك لا تملك غير شريط ذكرياتك لتلوذ به هرباً من واقعك المرير”، مشيراً إلى أن هذه الحالة ليست مجرد شعور فردي بل هي انعكاس لواقع جماعي يعيشه أبناء عدن اليوم.
وأضاف باراس قائلاً: “ويبدو أننا في عدن لم نكن نملك غير شريط ذكرياتنا لنجد فيه متنفساً من واقعنا الأليم، ففي كل مرحلة كنا نعيد استحضار ذكريات المرحلة التي سبقتها، على الرغم من أن قتامة حاضرنا كانت تتزايد مع مرور الزمن”.
وأشار إلى أن هذا النمط من التفكير أصبح وسيلة للتعامل مع الوضع المتردي الذي تعاني منه المدينة.
وفي ختام تصريحاته، أعرب باراس عن استيائه العميق من الوضع الحالي، مؤكداً أن عدن لم تصل يوماً إلى هذا المستوى من الانطفاء حتى في أحلك وأسوأ ظروفها السابقة.
وقال: “اليوم فاق كل قتامة، ولم تعد عدن كما عهدناها، فهي لم تنطفئ بهذا الشكل حتى في أصعب المراحل التي مرت بها”.
عدن… بين ماضٍ مشرق وحاضر قاتم
تعكس تصريحات باراس حالة من الإحباط العام تسود بين أبناء عدن، الذين كانوا يفتخرون بمدينتهم كعاصمة ثقافية واقتصادية في الجنوب اليمني. فالمدينة التي كانت تُعرف بجمالها وتنوعها الثقافي، وشهدت أيامًا عصيبة خلال حروب وصراعات سابقة، لم تفقد يوماً روحها ومكانتها كما يحدث الآن.
ويرى مراقبون أن تصريحات باراس تحمل رسالة ضمنية إلى الجهات المسؤولة، سواء المحلية أو الدولية، بأن الوضع في عدن يتطلب تدخلاً عاجلاً لإعادة الحياة للمدينة وإنقاذها من الانهيار الكامل.
فالحديث عن “الانطفاء” ليس مجرد تشبيه أدبي، بل هو وصف دقيق للواقع الذي يعيشه السكان اليوم، حيث تراجعت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وتدهورت البنية التحتية، وزادت معدلات البطالة والفقر.
الذاكرة كملاذ أخير
يبدو أن الذاكرة التاريخية لأبناء عدن أصبحت بمثابة ملجأ نفسي لهم في ظل غياب أي بصيص أمل في تحسين الوضع. فتلك الذكريات التي تحمل صوراً جميلة عن المدينة في الماضي، عندما كانت تمثل مركزاً حضارياً واقتصادياً مزدهراً، تمنحهم بعض الراحة النفسية في مواجهة قسوة الواقع.
لكن هل يمكن للذاكرة وحدها أن تكون الحل؟ وهل ستظل عدن أسيرة هذا الواقع القاتم؟ أم أن هناك بصيص أمل في مستقبل أفضل يمكن أن يعيد للمدينة مجدها الضائع؟
يبقى السؤال معلقاً، بينما يستمر أبناء عدن في البحث عن إجابات وسط هذا الظلام الحالك الذي يلف حياتهم اليومية.