اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الشراكة غير الناضجة.

الشراكة غير الناضجة.

كتب / سالم صلاح مدفع
السبت 8/فبراير/2025م

إن المتابع للمتغيرات التي طرأت على رئاسة الدولة في السابع من إبريل 2022، يدرك جيداً بأن المتغيرات في رأس هرم السلطة كان الهدف منها إعادة دمج جميع مكونات الشرعية في إدارة الدولة بشراكة فاعلة تحقق للمناطق المحررة استقرار أمني واقتصادي يساهم في التعافي التدريجي لتلك الجغرافيا التي تقع تحت سلطة الحكومة الشرعية المعترف بها.
لم يكن واضحاً في حينها الكيفية التي من الممكن أن يتم بها تقاسم الشراكة الفعلية في إدارة الدولة بين مكونات يجمعها هدف الإطاحة بالحوثيين، دونما النظر الى كيفية إدارة الدولة بتناقضاتها الحالية، ناهيك عن كيفية إدارتها في حال تم استعادة صنعاء في رؤية وتعدد للمشاريع المستقبلية لتلك المكونات.
إن الشراكة الناضجة التي تحقق مصالح الجميع لم تكن حاضرة كتطبيق، وتم اختزالها في توليفة الشراكة في المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة التي حققت الإجماع والجلوس على طاولة واحدة، ولم تحقق المدلولات والمضامين التي يتطلع اليها المواطنين في الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها السلطة الشرعية وذلك بتوفير سبل العيش المثلى والحفاظ على البنية التحتية وتنميتها، وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه مواطني وقاطني المناطق المحررة.
إن العجز الفاضح في إدارة موارد الدولة الحالية غير مبرر وغير مقنع وإن كانت موارد الدولة في حدودها الدنيا.
إن الاعتماد على موارد النفط التي توقف تصديرها ليس كافياً في قبول هشاشة الدولة وضعفها وعدم قدرتها على تجاوز معوقات التصدير، ناهيك عن البحث عن حلول أخرى تسمح بالتصدير او البحث عن موارد أخرى تغطى من خلالها الموازنة الموضوعة لإدارة الدولة. فمن غير المنطقي أن تشل الحركة الاقتصادية بداعي الهجمات الحوثية، في مقابل تكتل عريض للشراكة لايستطيع العمل على حلحلة الأزمة الاقتصادية الراهنة، ويكتفي بالشراكة الشكلية وهياكل لا تحقق أي مصلحة مؤسسية يمكن للمواطنين الاستبشار بها.
إن مضامين أي شراكة ناجحة ينبغي أن تبنى على تحقيق المنفعة المتبادلة والتي ينعكس أثرها على مؤسسات الدولة ومدى نجاحها في رسم سياسات الحكومة في إدارة موارد الدولة، مما يحقق نتائج ملموسة للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
إن الاعتلال الماثل أمامنا يضع الف علامة استفهام عن مدى قدرة الأطراف الحالية على إدارة المشهد والصراع والخروج بنتائج إيجابية للمواطن تعزز به حضورها ودورها المنوط بها في إدارة المحافظات المحررة.
فهل سينتظر المواطنين بزوغ فجر جديد لشراكة واعدة ؟ أم لازال أمام الشعب مرحلة طويلة من الانهيار الاقتصادي المتصاعد ؟.
أم ينتظر الشارع ظهور تيار جديد يقود عملية التغيير التي تحقق تطلعاته ؟.

إغلاق